العناوين الرئيسيةمجتمع

وجه دمشق الضاحك يوم المولد النبوي.. كيف كان وكيف صار؟

اعتاد الدمشقيون على إحياء مناسبة يوم المولد النبوي الشريف بكل ما يملكون من فرح وخشوع، حتى بات يوم المولد أحد الأيام التي تشتهر بها دمشق.

وتأثر هذا العيد بطبيعة الحال بمجمل ما تأثرت به البلاد منذ 2011، من تدهور اقتصادي وضعف في القدرات الشرائية وسوء الخدمات لكن ذلك لم يجعل الدمشقيين يتوقفون عن إحياء مناسبة المولد.

“كنا نسير في شوارع الشام مأخوذين بأصوات المنشدين سيما توفيق المنجد، حيث كان كل محل يضع أمام بوابته مكبر صوت تنطلق منه المدائح النبوية”، بهذه الكلمات شرح “راجي طباع” (33 عاماً) لتلفزيون الخبر تفاصيل عيد المولد النبوي في طفولته.

وتابع “الطباع” أنه “كانت زينة المولد تلف شوارع دمشق، خصوصاً في الميدان ودمشق القديمة والصالحية والشيخ محي الدين، كانت هذه المناطق تشهد تفاعلاً أشبه بالكرنفال، مثل توزيع الأطعمة والحلويات المجاني، عدا عن تقديم المساعدات لمن يحتاجها، كل ذلك كان يتم دون معرفة طبقة المتبرع الاقتصادية، حيث أن الدمشقيين جميعاً كانوا ينفقون أموالهم في هذا اليوم حباً بالنبي”.

وتحدث “أبو ثائر” (50 عاماً) من منطقة الشيخ محي الدين لتلفزيون الخبر “قبل الحرب كان مشوار الميدان أساسي، كل الشام كانت بالميدان عم تاكول حلو وملبس وتصلي على النبي، وتضل جملة على حب النبي خود هي كمان عم ترن رن بالميدان”.

وأكمل “أبو ثائر” كلامه “كان يكون فيه فرق إنشاد بالطرقات ونخلص ونطلع على الأموي او جامع الشيخ محي الدين نصلي ونحضر المولد”.

وأضاف الرجل الخمسيني “اليوم كلو غير، الميدان فاضية والملبس غالي وحتى الحلو صار مغشوش، الازمة الاقتصادية نست الناس الفرح والمحبة، ومو بقيان غير الدعاء لوجه النبي يسترها معنا ونكفي هل أيام ع خير ويحفظ فيها هل بلد”.

وعن تحضيرات يوم المولد، أوضح “حسان الرفاعي” من سكان المهاجرين لتلفزيون الخبر “كان مخطط يوم المولد النبوي يبتدأ من اليوم السابق نذهب إلى منطقة البزورية لشراء الملبس والشوكولا ومكونات المحلاية”.

وأردف “الرفاعي” شرحه “ثم نؤمن الكراسي والإذاعة بعد الاتفاق مع فرقة الإنشاد، حيث كان بيتنا يقيم كل عام اجتماع لأهالي الحي احتفالاً بذكرى مولد خير البرية، وكان أجمل موقف انتظره كل عام هو لحظة قراءة المولد عندما يتم (رش المازهر) على الحاضرين ثم تعلوا أصوات الصلاة على النبي”.

وحول شكل المولد بعد الحرب، أجاب “الرفاعي” أن “اليوم نتيجة غياب الكهرباء وتدهور الوضع الاقتصادي تحول الحفل إلى تجمع عائلي بسيط للدائرة المقربة، نوزع لهم الشاي والقليل من الملبس في حال وجوده ونستمع لبعض المدائح وأغلب هذه التجمعات دون كهرباء”.

وختم “الملبس اليوم لا يشبه ملبس ما قبل الحرب رغم أن سعر الكيلو النخب أول منه حوالي 100 ألف، والنخب الثالث حوالي 60 ألف، لكنه لا يشبه ملبس ما قبل الحرب لا طعماً ولا جودةً ولا حتى كماً حيث أصبحنا نشتري بالجزء فلا قدرة على هذه الأسعار”.

يشار إلى ان أناشيد توفيق المنجد أو “بلبل الشام” كما يحب الدمشقيون تسميته تعتبر من الركائز الأساسية في يوم المولد النبوي فلا يخلو شارع من شوارع دمشق دون أن تعلو أناشيد مثل “دعوني اناجي حبيبي” و”يا إمام الرسل” و”أيها المشتاق لا تنم”.

يذكر أن عيد المولد النبوي هو احتفال ديني يقام في 12 ربيع الأول من كل عام بمناسبة مولد نبي المسلمين محمد بن عبد الله، ويعتبر عطلة رسمية في سوريا.

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى