العناوين الرئيسيةتعليم

السيدة الأولى أسماء الأسد تجري لقاء حوارياً مع طلاب الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين

أجرت السيدة الأولى أسماء الأسد، الثلاثاء، لقاء حوارياً مع طلاب الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين حول اللغة والعلاقات الإنسانية والثقافية بين الدول وذلك بحضور عدد كبير من الأساتذة والطلاب وعدد من السفراء المعتمدين في الصين، وفق ما نشرت “سانا”.

 

وقالت السيدة أسماء: “من دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، إلى بكين عاصمة أقدم الحضارات، من سوريا مهد الأبجدية الأولى، إلى الصين موطن إحدى أعرق اللغات واللهجات وأكثرها تنوعاً أقف معكم اليوم”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “وتغمرني مشـاعر الامتنان والفخر، الامتنان للحفاوة التي قابلتموني بها، والفخر بكم لقدرتي على مخاطبتكم اليوم بلغتي الأم، وقدرتكم الكبيرة على فهمها”.

 

وأضافت السيدة أسماء: “إن حديثي أمامكم عن اللغة العربية في واحدة من أهم وأقدم جامعات الصين يعكس تلك العلاقة الراسخة التي جمعتنا تاريخياً وثقافياً منذ أن سارت قوافل طريق الحرير بين الصين والشام قبل آلاف السنين”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “ولذا فإننا حين نتحدث اليوم عن تدريس اللغة العربية هنا، بكل هذا العمق والشغف، فنحن لا نتحدث عن تعلم للقواعد والمفردات فقط، بل عن لغة هي جزء من التنوع الاجتماعي والثقافي المشترك بين حضارتينا منذ الأزل”.

 

وتابعت السيدة أسماء الأسد: “لا شك أننا جميعاً نواجه نفس محاولات طمس الثقافات الوطنية للشعوب، عبر وسائل متعددة في الشكل، واحدة في المضمون، عنوانها التطور والحداثة، ومضمونها ذوبان الهوية والانتماء”.

 

وأضافت السيدة أسماء: “والسلاح الأقوى لتحقيق ما سبق، هـو ضر.ب اللغات الأم للشعوب والنظرة المتخلفة لمن يتمسك بها”.

 

وأشارت السيدة الأولى إلى أن احتلا.ل اللغة هو السبيل الأقصر إلى احتلال الوعي، وبالتالي احتلا.ل القرار المستقل، وتهتيك المجتمعات ومحو هويتها وتفردها.

 

واضافت السيدة الأولى: “وما تلك النماذج المشوهة من اللغات الهجينة التي نشهدها اليوم سوى أحد تجليات النموذج الليبرالي الجديد، فكما العبث بالجنس البشري وتهجينه وخلق جنس ثالث منه، يأتي العبث باللغة وتهجينها وخلق جنس ثالث منها”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “فكلا الفعلين أسـاس وجوهر الليبرالية الحديثة، من الجنوح الأخلاقي إلى فرض مفاهيم شاذة ومنحرفة عن صورة الأسرة السليمة بما يخالف الفطرة البشرية”.

 

وأكدت السيدة أسماء أن اللغات لا تحيا إلا بالتجدد والاتصال بالآخر وبمواكبة علوم الحاضر ومصطلحاته، فاللغة نسغ الإنسان، والإنسان كائن مجتمعي لا ينمو وحيداً منعزلاً.

 

وأضافت السيدة أسماء: “ولذلك فإن الدعوة للفخر باللغة الأم، والتمسـك بالتراث الثقافي الوطني وإحيائه لا يعني دعوة انعزالية ضـد الثقافات الأخرى، بل على العكس، هي دعوة للتمسك بالجذور بيد، والتواصل المعرفي والثقافي مع الآخرين باليد الأخرى”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “حيث انفتاح الشعوب واحترامها لنفسها وغيرها وصـولاً إلى نمو البشرية ورفاهها، وهذا هو جوهر مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين منذ عقد من الزمن”.

 

وقالت السيدة أسماء: “لعل أكثر ما يثير الإعجاب في التجربة الصينية هو ذلك التطور التقني والعلمي المذهل الذي حققته الصين وشـعبها، والتمسك بالشخصية الثقافية والحضارية الفريدة، والحفاظ على التراث وصون اللغة والهوية، فأعطت نموذجاً للتطور دون تبعية، والتحضـر دون ذوبان، والنمو دون مساعدة، والارتقاء الاقتصادي بكامل الكرامة الوطنية”.

 

وأضافت السيدة أسماء: “هنا يكمن دور المؤسسات الأكاديمية والثقافية، ومنها كلية الدراسـات العربية في جامعتكم العريقة، والتي لا يسعني وأنا أقف على منبرها إلا أن أحيي الأب الروحي للغة العربية في الصين الأستاذ عبد الرحمن ناجون”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “وأن أثمن جهود القامات الفكرية الصينية الأخرى التي أغنت وأغنيت من «مجمع اللغة العربية» بدمشق، أقدم مجمع علمي عربي، وبالطبع لا أنسى الأديب والشاعر السوري سلامة عبيد الذي وضع مع نخبة من الأساتذة الصينيين أول قاموس للغتين العربية والصينية وغيره الكثير من القامات الثقافية السورية”.

 

وتابعت السيدة الأولى أسماء الأسد: “إن الدول العريقة المتمسكة بتاريخها الحضاري والإنساني، الفخورة بهويتها ولغتها، الرافضة للخنوع والتبعية، كانت ولا تزال مطمعاً للمستعمرين منذ آلاف السنين وحتى اليوم”.

 

وأضافت السيدة أسماء: “وهكذا سوريا، بلادي، التي خاضت حرباً ولا تزال دفاعاً عن وجودها وحرية قرارها، وحماية لتراثها الذي حاولوا تدميره، وـوناً لشعبها الذي لا يزال شامخاً ثابتاً، يبني ما تهدم، يزرع ما احترق، ويتطلع لمستقبل مشرق مهما كان الحاضر صعباً”.

 

وقالت السيدة أسماء: “من هنا، من هذا الصرح العلمي الحضاري الذي خرج مئات الدبلوماسيين والسفراء والمستشارين السياسيين لا يسعنا إلا أن نشكر الصين التي وقفت إلى جانبنا في المحافل الدولية وساهمت في منع مشاريع كانت ولا تزال تحاك ضد الدول المستقلة”.

 

وختمت السيدة الأولى أسماء الأسد بالقول: “أشكركم جميعاً على محبتكم للغتي الأم – اللغة العربية – وعلى شغفكم لتعلمها، وعلى قدرتنا اليوم أن نتواصل عبرها”.

 

وتابعت السيدة أسماء: “فاللغة طريق ربط قديماً بين حضارتينا، ويتجه اليوم نحو مستقبل أبنائنا المشرق بكل تطوره وحداثته، لكن دون تنازل عن المبادئ والأخلاق، فاللغة تحمل معها كبرياء المجتمعات وكرامتها، ولا شك أن الصين وسوريا تحملان من الكبرياء والكرامة الكثير”.

 

يشار إلى أن الرئيس بشار الأسد بدأ الخميس، زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة رسمية من رئيس جمهورية الصين الشعبية “شي جين بينغ”، تخللها توقيع اتفاقيات اقتصادية واتفاق على إقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى