بالكرتون و”الجلة”.. السوريون يستعدون لشتائهم باكراً
يستعِد السوريون مبكراً هذا العام لتأمين ما يقيهم برد شتائهم القادم، خاصة بعد ما مر عليهم السنوات الماضية من عدم توزيع المازوت المدعوم، وفوضى أسعار الحر منه، وارتفاع أسعار الحطب، وغيره من مواد التدفئة الحديثة.
“رأيت الأطفال تجمع الكرتون من حاويات القمامة” بهذا الكلمات عبر المهندس” اسماعيل”(29 عاماً) خلال حديثه مع تلفزيون الخبر عن صدمته، مضيفاً “كنت انتظر أحد أصدقائي في أحد شوارع مدينة حمص عندما شاهدت أطفالاً مرتبين لا يبدو عليهم التسول يجمعون الكرتون من أحد الحاويات”.
وتابع “اسماعيل”، “ما شاهدته أثار فضولي فكان لابد أن اسألهم ، فكان جوابهم “نريد أن نجمعهم للشتاء”، وأعادني هذا المشهد للعام الماضي، وفي منتصف أحد المنخفضات القاسية عندما رأيت أيضاً رجلاً ستيني يبحث عن الورق و الكرتون ليجمعهم في كيس خلف دراجته الهوائية”.
من جهتها قالت “أم علي” (60 عاماً) المقيمة في أحد أحياء مدينة حمص لتلفزيون الخبر: “أجبرت الشتاء الماضي على إحراق حذاء قديم في مدفأة الحمام لتسخين الماء فلا يوجد لا كهرباء ولا مازوت”.
وأضافت “أم علي”أنها “قررت هذا الصيف جمع بقايا أغصان الأشجار اليابسة الموجودة قرب المنزل، مع بعض الورق و الكرتون والثياب القديمة، بالإضافة إلى القش وأكواز الصنوبر من إحدى حدائق المدينة، تحسباً للشتاء القادم”.
“رجعنا أكتر من 40 سنة لورا وقت كانوا أجدادنا يتدفوا على فضلات الأبقار”، هذا ما قالوله “أبو محمد” (62 عاماً) المتقاعد من الزراعة والمقيم في ريف حماة، خلال حديثه لتلفزيون الخبر.
وأكمل “أبو محمد”، “رغم ارتفاع تكاليف تربية الأبقار الإ أنني حاولت تحمل ذلك من أجل الاستفادة من روثها في تسميد الأرض سابقاً، لكن من الصيف الماضي بدأت أجمعه وأجففه كي أصنع “الجلة”.
وأردف “أبو محمد” شارحاً “الجلة” عبارة عن “أقراص من الروث المجفف تحت أشعة الشمس، وتتميز بسرعة احتراقها وإعطائها للحرارة، واستخدامها في مدفأة الحطب في حال عدم توفره”.
وبيّن “أبو محمد” أنه “اضطر لذلك لعدم قدرته على جمع الحطب، فضلاً عن تراجع الغطاء الحراجي بشكل كبير بعد الحرائق و القطع الجائر له، أما بالنسبة للمازوت فلن تستطيع ال 50 ليتر الصمود لأسبوع أمام برد جبال مصياف”.
يشار إلى أن أسعار الحطب وتمز الزيتون شهدت ارتفاعاً كبيراً حتى قبل أن يبدأ الشتاء، حيث وصل سعر كيلو الحطب لأكثر من 2000 ليرة سورية، بالإضافة لانطلاق بورصة السوق السوداء في بيع المازوت ليسجل الليتر الواحد 13000 ألف ليرة سورية.
مرح ديب – تلفزيون الخبر