انخفاض نسبة استهلاك السوريين من اللحوم خلال الحرب إلى النصف
انخفضت نسبة استهلاك اللحوم في السنوات الأخيرة إلى 50%، فمن أصل 4-5 آلاف رأس كان يتم ذبحها يومياً سواء داخل المسلخ الفني، أو خارجه، انخفض العدد إلى ألفي رأس.
و أكد رئيس جمعية اللحامة إدمون القطيش، بحسب صحيفة رسمية، “أن المحل الذي كان يبيع في اليوم منتجات رأسين من العواس انخفضت مبيعاته إلى نصف خروف فقط”.
وكانت سوريا تشكل قبل الحرب مخزناً للثروة الحيوانية في المنطقة بأنواعها المتعددة الأغنام والأبقار والماعز والجواميس والدواجن والطيور.
و يعتبر الغنم السوري من نوع العواس من أفضل أنواع الغنم، حيث كانت تمتلك سوريا منها عام 2007 نسبة 60% من تعداد هذا النوع من الغنم في العالم.
وبدأت تلك الثروة بالانخفاض تزامناً مع بداية الحرب في سوريا، وارتفعت تكاليف التربية بسبب تقلص مساحات الرعي من جهة، وارتفاع أسعار الأعلاف من جهة أخرى.
و قال القطيش: “إن ارتفاع سعر العلف هو السبب الرئيس لارتفاع أسعار اللحوم، لكنه ليس السبب الوحيد فهناك أيضاً مشكلة المحروقات والارتفاع الكبير في سعر المازوت، وسعر صرف الدولار، إذ إن العلف من المواد المستوردة التي تتأثر بسعر الدولار”.
وأضاف القطيش: أن “تكاليف الشحن بين المحافظات وما يترتب عليها من ظروف أمنية غير مستقرة، رفعت السعر أيضاً، لأنها فرضت تكاليف جديدة تحت بند عمولة تصل نسبتها لأكثر من 15%، وهذه النسبة رفعت سعر الكيلو الواحد أكثر من 1000 ليرة”.
و وصل سعر كيلو اللحمة الحمراء بأسواق دمشق مابين 6000-6800 ليرة، مما جعلها حكراً على ميسوري الحال فقط، ولم تعد من الأولويات الغذائية للكثيرين، وباتوا يستبدلونها بمواد أخرى لتعويض القيمة الغذائية المفقودة.
وأشار القطيش إلى أن “ارتفاع الأسعار لا علاقة له بتوافر المادة، لأنها متوافرة ومازالت تصل من المحافظات التي يتوافر فيها القطيع كالرقة ودير الزور”، لافتاً إلى أن “حل مشكلة اللحوم الحمراء يتعلق بالدرجة الأولى بمعالجة مشكلة الأعلاف، وتأمينها بسعر مقبول”.
يذكر أن السوريين من بين الشعوب الأقل استهلاكاً للحوم قياساً بالدول المجاورة، حتى قبل الحرب،وبحسب دراسات، فإن الاستهلاك السنوي للفرد السوري من اللحوم يبلغ نحو 22 كغ، بينما يصل في الأردن إلى 36 كغ، أما في السعودية فقدرت النسبة في تلك الفترة بنحو 62 كغ.