ارتفاع مستلزمات المونة يجبر المواطنين على الاستعانة بالقروض والجمعيات
جرت العادة في سوريا أن يقوم الأهالي بتجهيز مونة الشتاء خلال شهر أيلول من كل عام، إلا أن تضاعف أسعار الخضروات وزيادة تكلفة تحضيرها أجبر الكثير من العائلات على الاستغناء عنها والبحث عن طرق لتأمينها كالقروض والجمعيات.
“أبو أبي” (58 عاماً)، وهو عسكري متقاعد، يبحث في كل تجمع عائلي عن أحد أقربائه الموظفين في القطاع العام، كي يكفله في إصدار قرض 400 ألف ليرة بدون فائدة الذي سبق وأعلنت عنه وزارة المالية.
“سيبقى من راتبي 35 ألف ليرة سورية فقط في حال حصلت عليه”، يقول أبو أبي لتلفزيون الخبر، معبراً عن حيرته بين حاجته للقرض لتأمين مستلزمات مونة الشتاء وبين بقايا الراتب التي لن تكفيه ثمناً للخبز.
وتابع الرجل المتقاعد: “هذا ثاني قرض أقوم بسحبه خلال أقل من عام، حيث اضطررت الصيف الماضي لإصدار أولهما للقيام ببعض الإصلاحات في المنزل وإعداد المونة من مكدوس وملوخية وبرغل”.
وأضاف “أبو أبي” لتلفزيون الخبر: “لا يكفي الراتب مدة أسبوع واحد هذا العام، نظراً للغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية، فكيف يمكن أن ندفع مئات الآلاف لتجهيزات المونة، لذلك لا بد من البحث عن قروض أو الاستدانة من أحد الأشخاص بالفائدة”.
من جهتها، قالت “باسمة” (45عاماً)، وهي موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية في ريف دمشق في حديث لتلفزيون الخبر: “اعتدت حجز دور شهر أيلول أو تشرين بعد الاشتراك في جمعية سنوية أقمتها مع أخواتي وزملائي في العمل”.
وأكملت “باسمة”: “أنقذتني الجمعية منذ سنوات في تأمين متطلبات المدراس لأطفالي ودفع تكاليف المونة، لكنني وبسبب الوضع الاقتصادي الصعب أخذت دورين، ومع ذلك يبدو أن المبلغ لن يكفي فالأسعار تتغير كل يوم”.
الجدير بالذكر أن شهر أيلول بات ثقيلاً على السوريين، أصحاب الدخل المحدود، كونه يحمل ضربتين موجعتين على جيوبهم، أولها المونة وثانيها بدء العام الدراسي مع كل ما يحمله من أعباء مالية كبيرة.
مرح ديب_ تلفزيون الخبر