“موضة “حجب التعليقات “مرض خطير” يصيب بعض المؤسسات فهل من يوقفه؟
من يتابع بعض القنوات الرسمية عبر مواقع التواصل يشعر بالأمر وكأن رجلا عجوزا تعلم حديثاً على “فيس بوك” ولا يعلم كيفية استخدامه.
وإن ظلت الأمور عند صعوبة الاستخدام “نص مصيبة” لكن القضية تجاوزت ذلك بكثير حيث أصبحت “موضة” حجب التعليقات في حال نشر موضوع ما يتوقع وجود ردة فعل حلا فيه استسهال لمحاولة الهروب من انتقادات المواطنين.
وكان أول من أطلق “فنة” حجب التعليقات عبر “فيس بوك” هو اتحاد كرة القدم برئاسة “صلاح رمضان” حيث ومنذ تولي الاتحاد الجديد لمهامه كان أولى قراراته حجب تعليقات الجمهور الرياضي عن صفحة الاتحاد بحجة أن “الوقت اليوم وقت عمل لا وقت الاستماع للآراء الناقدة المأجورة”.
وسار الاتحاد من فشل نحو فشل في جميع الفئات العمرية لمنتخباتنا الوطنية مع تمسكه بحجب التعليقات التي لو كان استمع لبعضها لكان ربما وجد ضالته الكروية وسط التخبطات الإدارية والفنية التي تواجهها كرة القدم في بلادنا.
ويحسب للوزير السابق لـ “حماية المستهلك” عمرو سالم الذي لم يحجب التعليقات عن صفحته الرسمية على “فيس بوك” على الرغم مز القرارات الكثيرة والانتقادات الاكثر لعدد كبير من هذه القرارات .
لكن وزارة “حماية المستهلك” غيرت سياستها مع رحيله وحجبت التعليقات عبر منصاتها عبر مواقع التواصل بالتزامن مع إصدار “القرارات الستة” الخاصة برفع/تحديد أسعار المحروقات.
وربما ظن العقل الذي وجه بحجب التعليقات عبر “فيس بوك” أنه بذلك يتجاوز انتقادات المواطنين على التخبط في التعامل مع بعض القرارات الاقتصادية المتعاقبة.
وأخر المنضمين لموضة “الحجب” هو مجلس مدينة حلب حيث حجب التعليقات عن منشور لها عبر الصفحة الرسمية للمجلس يتعلق باقامت ندوة بعنوان ” إضاءات حول بعض أعمال مجلس مدينة حلب”.
وبحسب المنشور المحجوب عن تعليقات المواطنين “أقام مجلس مدينة حلب اليوم ندوة بعنوان إضاءات حول بعض أعمال مجلس مدينة حلب دعا إليها أعضاء من مجلس الشعب ومجلس المحافظة وممثلين عن غرف التجارة والزراعة والسياحة والنقابات العلمية واتحاد الطلبة ووسائل الإعلام بحضور عضو قيادة فرع الحزب محمد ربيع نبهان”.
واستعرض رئيس مجلس مدينة حلب معد المدلجي بحسب المنشور المحجوب عن تعليقات المواطنين أبرز الأعمال والمشاريع التي يقوم بها المجلس للنهوض بالواقع الخدمي في حلب.
وكأن مع حجب التعليقات على الندوة التي تزامن وقتها مع أسوء وضع اقتصادي تمر به البلاد يتناسى الحلبي كوارث الكهرباء والأمبيرات ومشاكل المياه والصرف الصحي ومشاكل المحروقات ونقص الكوادر التعليمية وإلى ما لا نهاية له من الوجع الحلبي.
وتأتي هذه الموضة لبعض الجهات الرسمية في التعامل مع تعليقات المواطنين على مواقع التواصل نتيجة الجهل وعدم استيعاب سياسة للدولة في التعامل مع التوصيات المستمرة.
يذكر أن الرئيس بشار الأسد شدد خلال حديثه مع الوزراء والمسؤولين حول مواضيع الشفافية وضرورة إطلاع المواطنين على الشاردة والواردة واتساق عمل الوزارات مع المواطنين، والاستماع لهم.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر