في حكاية “القرش الأبيض”.. مغتربون يساندون عوائلهم لشراء “قلم رصاص ومحّاية”
لم يكن في حسبان “عايدة” أن قرشها الأبيض الذي خبأته يوماً، لا ينفع “لا للخمير ولا للفطير”، في أيامها السوداء التي تعيشها رفقة أطفالها الثلاث المشرفين على استقبال المدارس بعد وفاة زوجها.
وفتحت الموظفة “عايدة” (45 عاماً) مكمورتها لتعد مابجعبتها من مال، كي تشتري لأطفالها لوازم المدرسة، ليتبيّن أن المبلغ هو 200 ألف ليرة سورية فقط، ولا يكفيها سوى أن تغني على آلامها “ألف بي وبوباية قلم رصاص ومحاية”، بحسب تعبيرها لتلفزيون الخبر.
ولجأت “عايدة” لأختها في كندا، وهو الحل الأمثل، بحسب قولها، لكي تكفي حاجات أطفالها الدراسية، كطريقة باتت شبه روتينية لدى الكثير من السوريين في الاعتماد على الحوالات الخارجية لإكفاء يومهم.
وساندت الأيادي السوريّة في الخارج عوائلها وأقاربها قبيل بدء التقويم الدراسي عبر إرسال مبالغ مالية تعتبر بالنسبة لهم بسيطة، مقارنة مع ما تأتي بالنفع لعائلاتهم في الداخل، وخاصة مع تدهور الأحوال الاقتصادية، واختناق الأمور المعيشية.
وقالت إحدهنّ يقارب عمرها ال (55 عاماً)، وهي مغتربة في كندا: إن “إرسال المساعدات المالية فعالاً عن طريق مكاتب الصرافة المتعاملة قانونياً مع سوريا من خلال دولة وسيطة وصولاً إلى البلاد، ولقد أرسلتُ الحوالة هذه المرّة قُبيل بدء المدارس لما علمتُ به من غلاء أسعار”.
وقالت مغتربة (60 عاماً) في أميركا: “قدّمت مبلغاً مالياً بالدولار لعائلة تعيش هنا، ولديها أحد أبنائها في سوريا، الذي بدوره يقدّمه لأخوتي في البلاد بالعملة السورية”.
وأردفت مغتربة أخرى يبلغ عمرها (32 عاماً) في ألمانيا: “أرسلت بعض اللوازم والقرطاسية، مع حقائب مدرسية لأبناء إخوتي، كأمانة مع شخص زار البلاد، مؤخراً”.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الداخل عن الغلاء الفاحش الذي طال لوازم المدارس والقرطاسية، حيث وصل سعر الحقيبة إلى 200 ألف، في حين بلغ سعر أرخص قلم 2500 ليرة سورية في دمشق، وسط إمكانيات متدنية للكثير من العائلات في تغطية ذلك.
وتصاعدت الجهود الشعبية في سوريا لمساعدة الأطفال المحتاجين إلى العلم ولا يملك ذويهم المال لدفع أقساط المدرسة، وباتت بعض الصفحات تعمل على حملات تبرع لجمع مبالغ مالية أو شراء لوازم مدرسية، وتقديمها لأسر الأطفال بمناطق مختلفة على مبدأ “الناس لبعضها”.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر