سياسة

الرئيس الأسد: دونالد ترامب أحد المؤدين على المسرح الأمريكي

قال الرئيس بشار الأسد خلال مقابلة تلفزيونية مع وكالة الأنباء الفرنسية “AFP” أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو أحد المؤدين على المسرح الأمريكي وإذا أراد أن يكون قائداً فهو لا يستطيع أن يكون كذلك.. إن ترامب أراد أن يكون قائداً.. وكل رئيس هناك إذا أراد أن يكون قائداً حقيقياً فسيترتب عليه لاحقاً أن يأكل كلماته ويبتلع كبرياءه.. هذا إذا كان لديه أي كبرياء على الإطلاق”.

وأوضح الأسد أن “الهجوم الأمريكي هو الدليل الأول على أن الأمر لا يتعلق برئيس الولايات المتحدة بل بالنظام وبالدولة العميقة أو بالنظام العميق في الولايات المتحدة الذي ما زال نفسه ولا يتغير”.

وبين الأسد أن “الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة القصة المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون كي تكون لديهم ذريعة لشن هجومهم ضد سوريا الذي لم يكن بسبب ما حدث في خان شيخون”.

وأوضح الأسد أن “الولايات المتحدة كانت ضالعة على مدى السنوات الست الماضية بدعم الإرهابيين في سوريا بما في ذلك “داعش” و”النصرة” وجميع الفصائل التي تشاطرها نفس العقلية وهذا واضح ومثبت”.

وأضاف الأسد: “نحن ندعم كل من يريد تحرير أي مدينة من الإرهابيين لكن ذلك لا يعني تحريرها من الإرهابيين واحتلالها من قبل القوات الأمريكية على سبيل المثال أو من قبل وكيل آخر أو إرهابي آخر”.

وبين الأسد أن “العملية السياسية في جنيف حتى اللحظة ليست فعالة والسبب هو أن الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي”.

وتابع الأسد: “يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين أو إنهم يريدون أن يحققوا من خلال هذا المنبر ما فشلوا في تحقيقه على الأرض في ميدان المعركة”.

وبين الأسد أنه “في الواقع، لم يقم أحد حتى هذه اللحظة بالتحقيق بما حدث في ذلك اليوم في خان شيخون التي هي تحت سيطرة “جبهة النصرة”، أحد فروع القاعدة، وبالتالي فإن المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة”.

وأضاف الأسد: “ليس لدى أحد أي معلومات أخرى، لا نعرف ما إذا كانت كل الصور أو الفيديوهات التي رأيناها صحيحة أو مفبركة، ولهذا طلبنا إجراء تحقيق فيما حدث في خان شيخون”.

وشرح الأسد أن “مصادر القاعدة قالت إن الهجوم حدث بين الساعة السادسة والسادسة والنصف صباحاً بينما وقع الهجوم السوري على نفس المنطقة حوالي الساعة 11.30 إلى 12 ظهراً، وبالتالي فإنهم يتحدثون عن روايتين أو حدثين”.

وأكد الأسد أنه “لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم، كما أننا لا نمتلك أي أسلحة كيميائية حيث تخلينا عن ترسانتنا قبل بضع سنوات، وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة فإننا ما كنا لنستخدمها ونحن لم نستخدم ترسانتنا الكيميائية أبداً في تاريخنا”.

وقال الأسد أن “الأمر مفبرك مئة بالمئة، ونحن لا نمتلك ترسانة كيميائية وحتى لو امتلكناها فإننا لن نستخدمها، وهناك العديد من المؤشرات وإن لم يكن هناك دليل لأن لا أحد يمتلك معلومات أو أدلة ملموسة”.

وأشار الأسد إلى أن “توقيت ذلك الهجوم المزعوم تزامن مع الفترة التي كان فيها الجيش العربي السوري يتقدم بسرعة كبيرة، وكان الإرهابيون في حالة انهيار، وبالتالي فلماذا تستخدم تلك الأسلحة، هذا في حال كنت تمتلكها ولديك الإرادة لاستخدامها، بالمنطق.. لماذا تستخدمها في ذلك التوقيت وليس عندما كنت في وضع صعب”.

وأضاف: “جيشنا ليس موجوداً في تلك المنطقة ولا نخوض معارك فيها وليس لدينا أي هدف في خان شيخون التي لا تعد منطقة استراتيجية، أنا أتحدث من وجهة نظر عسكرية، لماذا نهاجمها وما هو السبب”.

وذكر الأسد أنه “منذ المرة الأولى في عام 2013 عندما شن الإرهابيون أولى هجماتهم على الجيش العربي السوري مستخدمين صواريخ تحمل مواد كيميائية، حينذاك طالبنا بإجراء تحقيق وكنا نحن من طلب إجراء تحقيقات في كل مرة تحدث فيها هجمات كيميائية أو تصدر فيها مزاعم عن حدوث هجمات كيميائية”.

وأكمل الأسد “يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية”.

وأضاف: “سنهاجم الإرهابيين في أي مكان من سوريا في إدلب أو في أي مكان آخر، أما التوقيت والأولوية فتلك قضية عسكرية ينبغي أن تناقش على المستوى العسكري”.

وتابع: “نحن ندعم كل من يريد تحرير أي مدينة من الإرهابيين، لكن ذلك لا يعني تحريرها من الإرهابيين واحتلالها من قبل القوات الأمريكية على سبيل المثال أو من قبل وكيل آخر أو إرهابي آخر، وبالتالي ليس من الواضح من سيحرر الرقة، هل ستكون فعلا قوات سورية تسلمها للجيش العربي السوري… هل سيكون ذلك بالتعاون مع الجيش.. هذا ليس واضحا بعد”.

وأوضح الأسد أن “ما نسمعه هو مجرد ادعاءات حول تحرير الرقة ونحن نسمع هذا منذ نحو السنة أو أقل من سنة لكن لم يحدث شيء على الأرض، وبالتالي فإنه لا يعدو كونه سؤالاً افتراضياً لأن لا شيء ملموس على الأرض”.

وحول جنيف، أشار الأسد إلى أن “ثمة فرق كبير بين أن تكون العملية نشطة وهو ما يمكن أن يحدث في أي وقت، بمعنى إعادة تنشيط العملية، وبين أن تكون فعالة، وحتى هذه اللحظة فإن العملية ليست فعالة”.

وفسر الأسد السبب “بأن الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي، هم يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين أو أنهم يريدون أن يحققوا من خلال هذا المنبر ما فشلوا في تحقيقه على الأرض في ميدان المعركة”.

وحول سؤال عن الخوف من تشكيل تهجير لسكان الفوعة وكفريا الذين سينتقلون من هاتين القريتين إلى دمشق وحلب، قال الأسد “نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته، لكن أولئك الناس كالعديد من المدنيين الآخرين في مختلف المناطق كانوا محاطين ومحاصرين من قبل الإرهابيين وكانوا يقتلون يومياً وبالتالي كان عليهم أن يغادروا، لكنهم بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير”.

وأضاف الرئيس الأسد: “حدث ذلك في العديد من المناطق الأخرى التي عاد فيها الناس إلى منازلهم.. هذا أمر مؤقت.. أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائماً.. لكن بما أنه مؤقت فإنه لا يقلقنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى