العناوين الرئيسيةمحليات

بعد وصول الكيلو الأخضر إلى 6000.. “التلقيط” و”التعفير” ينشطان خلال جني الجوز

يبدأ موسم جني ثمار الجوز في الساحل السوري خلال شهر آب من كل عام، وتتحضر العائلة للتوجه إلى أرضها لجمع المحصول الذي بات يعتبر مصدر رزق مهم لكثير من الأهالي خلال السنوات الأخيرة.

وتتوزع المهام على أفراد العائلة فمنهم من توكل إليه مهمة تسلق الشجرة واستخدام العصا أو “الروط”، كما يطلق عليه أهالي قرى محافظة طرطوس، من أجل القيام بضرب الثمار وإسقاطها على الأرض.

فيما يُكلف أفراد آخرون بمهام جمع الثمار عن الأرض ووضعها في أكياس من “الخيش” أو “النايلون”، بالإضافة إلى قطف الثمار عن الأغصان المتدلية القريبة من سطح الأرض، وذلك من أجل الإسراع في عملية الجني.

 

ومع ارتفاع أسعار الجوز هذا الموسم ووصول سعر الكيلو الأخضر (بمعدل 20 جوزة) إلى 6000 ليرة سورية، اتجهت الكثير من العائلات إلى بيع قسم من محصولها للسيارات الجوالة في القرى، من أجل تأمين بعض الاحتياجات المعيشية اليومية.

 

وتحدث “أبو علي” وهو مزارع ستيني من قرى منطقة القدموس في ريف طرطوس لتلفزيون الخبر عن الموسم هذا العام، قائلاً : “الموسم الحالي جيد وأسعاره مرتفعة، لذلك قمنا ببيع قسم منه والإبقاء على قسم آخر من أجل الاستهلاك المنزلي، خاصةً مع اقتراب موسم المكدوس”.

 

وتابع “أبو علي” : “أكثر ما يميز هذا الموسم هو تصبغ الأيادي باللون البني الناتج عن عملية تقشير الجوز فقسم كبير من الأهالي يقوم بتقشيره يدوياً في المنزل لتوفير المال، أما البعض الآخر يقوم بإرساله إلى قشارات خاصة تعمل على الكهرباء”.

 

ونوه “أبو علي” في حديثه لتلفزيون الخبر إلى أن ارتفاع أسعار الجوز هذا الموسم أدى إلى كثرة أعمال “التلقيط” و”التعفير” بشكل كبير، حيث يقوم البعض بالدخول إلى الأراضي التي تم الانتهاء من قطاف محصولها والبحث عن الثمار المتبقية فيها وجمعها”.

 

وأضاف “أبو علي”: “حتى أن العاملين في مجال جمع الثمار باتوا يشترطون الحصول على الجوز والاستغناء عن أجرهم المادي، وهذا ما حصل معي حيث اضطررت للاستعانة بأحدهم وطلب ثلث المحصول مقابل ذلك”.

 

واستطرد “أبو علي”: “على سبيل المثال إذا كان المحصول 4000 جوزة فإن نصيب العامل منها 1300 جوزة، وتعادل قيمتها حوالي 390 ألف ليرة سورية”.

 

وختم المزارع الستيني حديثه لتلفزيون الخبر بالإشارة إلى أن “الأهالي بدأوا بالتوجه نحو زيادة المساحات المزروعة بالجوز بسبب أسعاره الجيدة، حيث يتم أخذ الثمار الخضراء وزراعتها في مثل هذا الوقت من الموسم”.

 

الجدير بالذكر أن أهالي قرى محافظة طرطوس يعتمدون بشكل أساسي على محاصيل الزيتون والتبغ والجوز في معيشتهم وينتظرونها من عام إلى آخر، وتعتبر زراعتها تقاليد موروثة عن الأجداد.

 

كريم حسن – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى