العناوين الرئيسيةموجوعين

المكدوسة الواحدة بـ 2000 ليرة.. تزداد الأمور صعوبة يا “سلنغو”

لا يمانع إيهاب بتاتاً إطلاق اسم “سلنغو” عليه، فما يجمع بينهما أكثر من مجرد مهنة المحاماة التي يزاولها، بل عشقهما بالمعنى الحرفي للمكدوس.

وجبة ايهاب اليومية تواجه خطر غيابها عن مائدته هذا العام، كحال معظم العائلات السورية ممن تراجعت قدراتهم الشرائية، إلا من تبقى من الميسورين مادياً، أو من ساعدت ظروفه على البقاء ضمن حدود الطبقة الوسطى.

“بموت بلا مكدوس”، يبدأ إيهاب حديثه لتلفزيون الخبر عن أهمية هذه الوجبة “الملكية” التي تضاهي عنده أطيب أنواع اللحوم، حب للمكدوس يطغى على قلوب غالبية السوريين ممن لا يستطيعون تحمل غيابها عن المائدة، حسب تعبيره.

 

بالورقة والقلم..المكدوسة بألفين

يأبى أيهاب إلا أن يوضح تكلفة تحضير المكدوسة الواحدة في ظل ارتفاع اسعار مكوناتها إلى حدود غير مسبوقة، ليأتي بورقة وقلم ويبدأ بتسجيل كل مكون ومتوسط سعر مبيعه في الأسواق.

يقول ايهاب: “يبلغ سعر كيلو الفليفلة 4 آلاف ليرة، والباذنجان 3500 ليرة، والثوم 20 ألف ليرة، أما الزيت وهو الطامة الكبرى فقد وصل سعر اللتر الواحد لما يزيد عن 25 ألف ليرة، أما مكونات “اللظلظة” كالفستق والجوز باتت من عصر النسيان مع وصول سعر كيلو الجوز مثلاً إلى 100 ألف”.

 

وتابع إيهاب لتلفزيون الخبر: “تقترب تكلفة تحضير 50 كيلو من المكدوس من حاجر مليون ليرة سورية إن تم تحضيره من مكونات ذات جودة وسط، أما في حال تم اختيار المكونات من النوعية الممتازة فتتجاوز المليون (برياحة)”.

 

وأشار إيهاب إلى أن: “دراسة دقيقة قام بها جعلته يتوصل إلى أن تكلفة كل كيلو مكدوس نحو 25 ألف، وكل مكدوسة ألفي ليرة، متضمنة ما يتم استهلاكه من الغاز لسلق الباذنجان”.

 

العودة إلى السلق على الحطب

 

تجلس أم إبراهيم (من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص) أمام منزلها، وترتب موقد النار المخصص لسلق الباذنجان، موقد مكون من (بلوكتين) وبعض الأخشاب التي تم تجميعها من هنا هناك، حسب قولها.

 

“بتخلص الجرة “، تبين أم ابراهيم سبب عودتها إلى هذا الحل التراثي، فالغاز من الأساسيات هذه الأيام، مع عدم وجود أي تحسن بخصوص مدة انتظار الدورة القادمة، لذلك فالإسراف في استخدامه يعد من المحظورات.

 

وتكمل السيدة الخمسينية لتلفزيون الخبر: “بات حديث نساء الحي عن الغلاء الحاصل بمكونات المكدوس وتكلفة تحضير هذه الوجبة التي تدخل ضمن أهم أصناف المونة السنوية، حيث أنها لم تنخفض رغم الموسم الوافر للمكونات.

 

وتابعت أم ابراهيم: “قمت وكنّاتي الأربعة بتقاسم شراء المكونات فيما بيننا كي نستطيع تحضير المكدوس، “فالحمل خفيف على الجماعة”، حسب تعبيرها.

 

مونة ومدارس.. “ضربتين عالراس”

 

يتزامن تحضير موسم المونة خلال شهر آب من كل عام مع بدء العام الدراسي، بكل ما يحمله من أعباء مادية كبيرة على المواطنين ذوي الدخل المحدود، في ظل أسعار لاهبة تكتسح الأسواق.

 

وتسبب قرار وزارة التجارة الداخلية القاضي برفع أسعار حوامل الطاقة إلى موجة “تسونامي تسعيرية كيفية” طرأت على الثياب والأحذية والقرطاسية وغيرها من لوازم المدرسة.

 

وتراوح سعر مريول المدرسة في معظم أحياء مدينة حمص ما بين 75_100 ألف ليرة، والحذاء 35_50 ألف ليرة، في حين وصل متوسط سعر الدفتر 100 ورقة إلى 5000 ليرة، وهو ما يشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأهالي.

 

يذكر أن صعوبة تحضير المونة هذا العام لا تقتصر على المكدوس فقط، بل تشمل المربيات بأنواعها والملوخية والكشك وغيرها، بعد أن بات السوري “فيجيرتيان” بشكل قسري، يعتمد في غذائه على الخضار بحدودها الدنيا طبعاً، أما اللحوم فعليها السلام.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى