“شو” و”عم تمزح” .. “تريند” الاسواق السورية الحالي
اعتاد رواد “السوشال ميديا” على تناقل “التريند” تلو الآخر، فلا يكاد يمضي يوم دون موضوع جديد يثير الرأي العام بين متضامن ورافض مهما كان هذا الموضوع، مهماً أو ثانوياً مع العلم أن أكبر “يترند” لا يبقى لأكثر ثلاثة أيام.
“شو” مع “مط” حرف الواو =، أو “عم تمزح” هي “تريند” السوريين الجديد الذي لا يخلو منه سوق من الأسواق، حيث توحدت ردات فعل المواطنين على كامل الخارطة السورية بهذه الكلمة عند معاينة سعر أي مادة كانت مهمة أو غير مهمة، منذ الثلاثاء الماضي.
“تكرار الصدمة”
“مقضيتها شو واختي تنكشني” هكذا وصفت ماري معلمة روضة من دمشق لتلفزيون الخبر حالتها كلما ذهبت إلى السوق لتبضع الأغراض “بنزل عادةً أنا وأختي بنروح على سوق الجمعة بالصالحية الغراض أرخص هونيك منجيب غراض البيت ومنرجع”.
وتابعت ماري “منمرق من جنب المحل بلاقي حاطط المادة سعرها (كذا) بعمل حساباتي إذا الكيلو هيك سعره بجيب وقيه للبيت فبفوت على المحل بقلو حطلي وقية قام بيقلي هي سعر الوقية ما عاد كتبنا سعر الكيلو أنا بقلو شو”.
وأكملت المعلمة “عند كل محل ذات الحالة وذات الصدمة أنا بفكر سعر الكيلو بيطلع سعر الوقية وبجمع وبضرب بهل راتب بيطلع ما بجبلي سعر وجبة غدا وبرجع على البيت خاصرتي محفورة على قد ما اختي بتنكشني كل ما قول شو مع بظ بالعيون”.
“الفرجة لم تعد متاحة”
وشرح شادي، عامل في محل ألبسة بسوق الحمرا في دمشق، لتلفزيون الخبر “أكثر جملة نسمعها في المحل هي (شو) أو (عم تمزح) فالأسعار لم تعد ملائمة للفرد أو العائلة فكلما جاءت سيدة لشراء قطعة لباس لها أو لأطفالها ونخبرها بسعر القطعة تجيبنا ذات الإجابة (شو)”.
وأضاف شادي “خلال العامين الأخيرين عندما يدخل زبون إلى المحل ونسأله ماذا تريد يجيبنا (عم أتفرج بس) حتى اعتدنا أن سوق الألبسة أصبح للفرجة فقط، اليوم لا يدخل أحد سوى من يظن أنه يملك القدرة على شراء الألبسة، وعندما يرى الأسعار يدخل في حالة صدمة ويخرج”.
“تفيد بإيه يا ندم”
“ربطة الخبز عم تكلفني مادياً قد 5 ربطات” يقول هذه الكلمات العم “أبو جابر” لتلفزيون الخبر وهو يغص ألماً “أنا وزوجتي لوحدنا في المنزل فجميع أولادي إما مهاجرين أو متزوجين وتجاوزنا الستين سنة على قيد الحياة في سوريا”.
وأردف العم ” عندما أريد شراء ربطة خبز أضطر للذهاب بالميكرو كوني من سكان المزة-ساحة الهدى ومعتمد الخبر في المزة شيخ سعد ولا يمكنني السير تحت أشعة الشمس الحالية هذه المسافة وأول يوم ذهبت فيه بعد التسعيرات الجديدة وقال لي الشوفير أن التعرفة أصبحت ألف لم أتمالك نفسي وأجبته (شو هل جنان هاد من وين بدنا نجيب)”.
واستكمل أبو جابر “سعر ربطة الخبز 500 ليرة من الفرن وتكلفت الميكرو ذهاب وعودة ألفين ليرة ما يعني أني لكي أشتري ربطة خبز يومياً أتكلف سعر 5 ربطات، لا يمكنني لوم شوفير الميكرو ولا الفرن ولا أحد سوى أنني لم ألتحق بأولادي خارج البلاد بس عقولت الست تفيد بإيه يا ندم”.
يذكر أن وزارة “حماية المستهلك” مازالت على ذات الأجوبة “دورياتنا في الأسواق” و”هذه أرقام الشكاوى” و”قريباً سيتم ضبط الأسعار بشكل كامل” إلا أن المواطن لم ينل من ضبط الأسعار سوى انضباط حالة تفلت السعر في السوق على ذات الوتيرة التصاعدية.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر