العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

الشغف .. من أهم ضحايا الوضع الاقتصادي للسوريين فما هو الحل؟

يعرف الشغف بأنه القوة الداخلية التي تدفع الأشخاص للقيام بأنشطة، يتميزون بها ويتحمسون لها، وهو يشعرهم بالحيوية أثناء ممارسة مايحبونه، ويعكس الهوية الحقيقية والمنجزات الفريدة لهم، ويمكن أن يكون الشغف في أي مجال من المجالات.

 

وللشغف في سوريا تعريف خاص، يخلو من عبارات الحماس، الحيوية والقوة، فالشغف أضحى لتأمين الحاجيات الأساسية، والمال للاستمرار بالحياة في ظل هذه الظروف التي تنعدم فيها أهم مصادر الحياة، كما أجمع أكثر من شخص لتلفزيون الخبر.

 

وقالت مرح (27 عاماً) الأم لطفلين”بداية أي عمل جديد تكون بروح عالية وحماس شديد، لكن بعد فترة من الإنجاز، يبدأ الشغف بالزوال بسبب الانشغال بهموم الحياة التى أصبحت كثيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.

 

وأضافت مرح، خريجة هندسة العمارة، لتلفزيون الخبر أن “الشغف للإبداع والعمل يحتاج لتفكير صاف ووضع مادي جيد، وجو ضمن العمل يساعد على الشغف، فالجو معد إن كان ايجابياً او سلبياً”.

 

وأكملت مرح: “كما لايمكن القاء اللوم فقط على الأجر، حيث أغلب البيئة المحيطة فينا، تنشر طاقة سلبية بسبب الاوضاع الاقتصادية، وهموم الحياة التي أصبحت كثيرة”.

 

ومن جهته أشار عمار (30 عاماً) إلى دور المكافأت والحوافز في إبقاء شعلة الشغف، حيث قال لتلفزيون الخبر: “في البلدان المتقدمة، تحرص الحكومات والشركات على إبقاء شعلة الشغف تجاه العمل، سواء عبر المكافآت والحوافز وتنظيم الرحلات للموظفين”.

 

وتابع: “بل وتقليل ساعات العمل إلى الحد الذي لا يتأثر معه سير العمل، بهدف الحفاظ على نشاط الموظف وتقديره لمهمته عوض أن يعتبرها عبئاً وهماً ينجزه بشكل روتيني يومياً”.

 

“ولا يمكن إنكار أن قيمة الرواتب والأجور في سوريا تؤثر بشكل رئيسي على الشغف تجاه أي عمل يقوم به الشباب، حيث أن النسبة الكبرى منهم تعمل مقابل أجور لا تتناسب مع الجهد والوقت المبذول أولاً، ولا مع تكاليف المعيشة ثانياً”، كما عبر عمار.

 

وأضاف عمار: “كمثال واضح على واقع الحال، لا يمكن إلقاء اللوم على موظف يعمل شهراً كاملاً مقابل راتب لا يتجاوز 150 ألف في أفضل الأحوال، لا يكفي مصروف منزله لأكثر من ثلاثة أيام، وبالتالي سيفقد الموظف أو العامل شغفه تجاه عمله مهما كان اندفاعه كبيراً بداية الأمر”.

 

وأردف عمار، الذي يعمل في قطاع الاتصالات، أنه “شخصياً، يمكن وضع عامل الشغف في ذيل القائمة، فالسعي وراء الراتب وتحصيل أكبر قدر من المال نهاية كل شهر هو الدافع الاساسي نظراً لارتفاع تكاليف المعيشة إلى حدود غير مسبوقة”.

 

وأرجع الكاتب والشاعر محمد العلي (35 عاماً) سبب فقدانه الشغف بعض المرات إلى “الأفق المجهول لمجال عمله، حيث لايعرف ان كان عمله سيرى النور أم لا” .

 

وأشار محمد إلى “بيئة العمل كسبب يؤدي لفقدان الشغف، حيث في مجال الكتابة، الادارة التسويقية تحكمها الكثير من العلاقات، دون أهمية النص المقدم مما يدفعك للتراجع خطوة للوراء”.

 

من وجهة نظر علم النفس ..

 

قالت الاخصائية النفسية هبة موسى لتلفزيون الخبر أن: “تحديد أهداف جديدة، وتعلم مهارات جديدة أو خوض تحديات في مجالات مختلفة، كل هذا يساعد على إشعال شرارة الشغف والإثارة”.

 

وأضافت موسى: ” وجود الدعم من البيئة المحيطة والبحث عن أشخاص يشاركوننا الاهتمامات والشغف، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين، لأن فقدان الشغف حالة معدية، كما يمكن البحث عن فرص تتيح ممارسة الشغف وتطويره”.

 

وأكدت موسى أن “استمرار فقدان الشغف لفترة طويلة من الممكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، لذلك لابد من الإقلاع مرة آخرى دون يأس، حيث نعتبره مثل زر الاقلاع من جديد”.

 

وأرجعت موسى فقدان الشغف لعدة عوامل مثل “ضغوط المجتمع، فقد يواجه الانسان ضغوط كثيرة من المجتمع والأهل والأصدقاء، تكرار الأنشطة والمهام بشكل يومي يؤدي إلى الملل، تغير الأولويات، ترسيخ التجارب السلبية السابقة”.

 

وتابعت موسى حول الأسباب: “فقدان الدافع وتحول الأيام لروتين متشابه، دون محاولة تحقيق شيء، وتغير النظرة للهوية الذاتية بأن ننظر لأنفسنا بأننا بلاقيمة”.

 

يذكر أن فقدان الشغف مشكلة شائعة، يعاني منها العديد من الأشخاص بمختلف الأعمار، مثل الكثير من المشاكل النفسية التي خلفتها الحرب وتبعاتها على السوريين، إضافة لباقي المشاكل.

 

بشار الصارم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى