تقنين الكهرباء والظروف الاقتصادية تشوهان الصيف في عيون محبيه
يتسابق فصلا الشتاء و الصيف في بطولة كسر صمود المواطن السوري واستنزاف مقدرته على الصبر، ففي الشتاء يتجمد أمام المدفأة بانتظار نصف ساعة من الكهرباء، وبالصيف ينصهر مع يقينه بعدم قدومها.
“في حب فصل الصيف”
“يا شام عاد الصيف”، ليست مجرد أغنية للسيدة فيروز، بل كانت منذ سنوات بالنسبة لآية (طالبة جامعية) مضاداً للاكتئاب الشتوي جراء قسوة البرد في منطقتها بريف مصياف من جهة، وزيادة التقنين الكهربائي من جهة أخرى.
وأضافت “آية” في حديثها لتلفزيون الخبر: ” كنت انتظر فصل الصيف بفارغ الصبر كي أنعم بفترات طويلة من وصل التيار الكهربائي، وأنطلق في رحلات الترفيه والتسلية وجمعات الأهل والأصدقاء ليلاً”.
وتابعت آية: “أهم ما كنت أنتظره كل صيف هو الفواكه اللذيذة من دراق وكرز وبطيخ، بالإضافة لموسمي العنب والتين اللذان كانا بمثابة مناسبة رسمية تجمع العائلة لتجهيز الزبيب وهبول التين وتخزينه للشتاء”.
” جمال الصيف اختلف”
“تحول الصيف لمحرقة حقيقية” تقول آية، مضيفةً: “لم يبق لنا من فصل الصيف سوى لهيب حرارته، فتقنين الصيف أصبح أقسى من الشتاء، وأسعار الدخول للمسابح و المطاعم تعادل راتب ثلاثة أشهر، أما الفواكه فقد أصبحت من الكماليات جراء ارتفاع أسعارها، فأين فصل الصيف الذي أحبه؟”.
من جهته أكد “إسماعيل” (موظف في جامعة حماة) “أن فصل الصيف أصبح كارثة محدقة بالسوريين كل عام، وخاصة العاملين منهم الذين ينتظرون وسائل النقل العامة تحت أشعة الشمس كل يوم ولعدة ساعات أحياناً دون جدوى من تركيب أجهزة Gps “.
وأردف “إسماعيل”: “تنازلنا عن حقنا في الترفيه والذهاب للمسابح واكتفينا بتبريد أجسادنا عبر الاستحمام في المنزل، لكن التقنين هذا الصيف طال الماء أيضاً لعدم وجود الكهرباء، وأصبح علينا ترشيد استهلاكه”.
“كل الفصول أصبحت مكروهة”
“بالشتي مغراق و بالصيف محراق”، بهذا المثل عبر “أبو تمام” (نجار) عن قساوة مناخ سوريا في السنوات الأخيرة، قائلاً : “قلة الكهرباء وعدم قدرتنا على تحمل تكاليف الطاقات البديلة جعلنا نكره كل الفصول”.
وأكمل “أبو تمام” : “كانت سوريا تشتهر سابقاً بمناخها المعتدل، أما اليوم فحتى المناخ أصبح أقسى وتآمر مع ظروفنا الحالية”.
الجدير بالذكر أن سوريا تشهد هذه الأيام موجة ارتفاع حرارة من المتوقع أن تستمر لعدة أيام، في ظل ازدياد قساوة التقنين الكهربائي في مختلف المحافظات.
مرح ديب – تلفزيون الخبر
