أهالي جبل سمعان في حلب يشتكون نقل مديرية المالية الخاصة بهم إلى المالية المركزية
اشتكى عدد من أهالي جبل سمعان بحلب عبر تلفزيون الخبر نقل مبنى مالية المنطقة إلى مبنى مالية محافظة حلب بالجميلية.
وقال أحد المشتكين لتلفزيون الخبر “تفاجأ أهالي قرى سمعان ومنطقة تل الضمان بالقرار الصادر من مدير عام هيئة الضرائب والرسوم الذي قضى بنقل مالية جبل سمعان إلى مالية المركز مديرية مالية حلب التي تقع في حي الجميلية، ذلك المبنى الذي يعاني أصلاً من الضغط الشديد والازدحام على الأدراج والمصاعد ليأتي مراجعي منطقة سمعان ليزيدوا الطين بلة”.
وأكمل المشتكي “تُقدم مديرية مالية جبل سمعان خدمات كثيرة ليس لأهالي المنطقة فحسب بل لـ 250 قرية وذلك من خلال صناديقها وموقعها، حيث يبلغ حجم الازدحام في مالية سمعان حوالي ثلث حجم مالية حلب، ولذلك تنفيذ النقل يعني المزيد من الضغط على المديرية المركزية مما سيؤدي الى مزيد من المعاناة للمواطنين”.
وأشار المشتكي إلى أن “المقر الحالي لمديرية مال سمعان الذي يتم اشغاله منذ أكثر من 30 عاما هو مبنى واسع وفيه أكثر من 20 غرفة وهو قريب للعديد من المراكز والدوائر الحكومية والخدمية لاسيما محاكم الريف ومديريات الشؤون المدنية والتربية وغيرها الأمر الذي يوفر على المواطنين الكثير من العناء والوقت والتعب”.
وتابع المشتكي ” معظم المراجعين هم من الفلاحين والمواطنين القادمين من الريف البعيد بمختلف قراه لإنجاز معاملاتهم خلال يوم أو يومين على الأكثر، فهم اعتادوا على الموقع منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي مديرية المالية الوحيدة التي لم تتوقف الأعمال فيها خلال فترة الحرب”.
وختم المشتكي “قدمنا سابقاً عدة شكاوى حول عدم توفر الكهرباء في المديرية ما يعرقل معاملات المواطنين، ولكن الهدف من تقديمنا للشكاوى حول الأمر في ذات المبنى وتوفير الكهرباء وليس خلق مشكلة جديدة تتعلق بالازدحام والضغط وكل ما يؤدي لزيادة العرقلة”.
بدوره، أفاد مدير مالية حلب لتلفزيون الخبر خالد بنود أن “تم الاخذ بعين الاعتبار جميع مخاوف المواطنين وجهزنا مقر المديرية الجديد بذات الكادر الذي كان يغطي المعاملات، وعملية النقل للجميلية جاءت لتسهيل تأمين خدمات المواطن بشكل أفضل، خصوصاً وأن الفرق بين المقر الجديد والقديم لا يتجاوز الخمس دقائق سيراً على الأقدام”.
وأضاف “بنود” أنه تم تعيين المديرية الجديدة في الطابق الأرضي والأول بخلاف ما كانت عليه في المبنى القديم في الطابقين الثالث والرابع”.
وحول سبب عدم حل مسألة الكهرباء في البناء القديم، أجاب “بنود” أن “القضية ليست عدم القدرة على تأمين الكهرباء أو المحروقات للمولدة، الأمر اتخذ بهدف تسهيل انجاز معاملات المواطنين واتخذ هذا القرار بالتنسيق مع المحافظة”.
وتحدث مدير عام هيئة الضرائب والرسوم في وزارة المالية منذر ونوس لتلفزيون الخبر “قمنا بنقل مالية جبل سمعان بهدف تأمين خدمة أفضل للمواطنين، فالبناء القديم كان متطرف ويعاني من موضوع انقطاع الكهرباء، لذلك قمنا بنقله لمركز مالية حلب وتقديم ذات الخدمات”.
وأردف “البناء الجديد مجهز لخدمات واسعة ويوجد في المالية المركزية نافذة واحدة، وهناك ربط شبكة مباشر، ولاحقاً سيكون هناك خدمات مصرفية مع إحدى فروع المصارف العامة”.
ونوه “ونوس” إلى أن “عدد الموظفين الموجود في البناء الجديد ضمن المالية المركزية يغطي حاجات مواطنين جبل سمعان بشكل أوسع، وإذا تطلب الأمر زيادة فلن نتأخر بذلك، وسابقاً استضافة مالية حلب مؤسسة التأمينات الاجتماعية لمدة عشر سنوات ما يعني قدرة المديرية المركزية على استضافة الجهات الأُخرى”.
وفيما يخص الكلام حول عدم نقل “الأضابير” من البناء القديم للجديد نتيجة ضيق المساحة، أوضح مدير عام هيئة الضرائب “وجهنا مالية حلب بإعطاء مالية جبل سمعان غرفة إضافية للأرشيف، وفي حال احتجنا لخدمات إضافية سيتم تأمين الإمكانيات فوراً مع التأكيد أن المساحة المعطاة كافية”.
وبيّن “ونوس” أن “ميزة مالية حلب وجود الكهرباء طيلة الدوام الرسمي إضافة لربط الشبكة ما يعني استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع، وقمنا بخطوة نقل المبنى بناء على شكاوى المواطنين، وفي حال أي ملاحظة يرجى من المواطنين التواصل على رقم الشكاوى 0998788683”.
أسئلة لا يجب تمريرها دون إجابة
لماذا لا يتم تأمين الكهرباء أو مولدة للمبنى القديم خلال فترة الدوام الرسمي؟ وهل موازنة وزارة المالية عاجزة عن ذلك خصوصاً وأن المبنى القديم يكفي من جهة الحجم لعدد المراجعين دون الحاجة لغرقة إضافية كما حصل بخصوص الأرشيف؟
هل قرار النقل يتوافق وقانون الادارة المحلية الذي يدعو الى اللامركزية؟
هل عملية النقل تخفف الإجراءات الادارية أم تعقدها؟ ولاسيما أن النقل سيكون من مبنى واسع يضم أكثر من 20 غرفة الى مبنى مزدحم يحشر فيه المراجعون ومن خلال غرف صغيرة لا يتجاوز عددها نصف عدد غرف البناء القديم؟
إذا كان المواطن هو “بوصلة العمل” فلماذا لا يتم حل مشاكله دون اتباع سياسة التجارب.. وإيجاد حل واحد وجذري لمشاكل عالقة منذ سنوات؟
يذكر أن منطقة جبل سمعان في محافظة حلب من أكبر المناطق في سوريا وتضم نحو 250 قرية وبلدة وناحية وتحيط بحلب من كافة الجهات، بالإضافة لوجود كثافة سكانية وتمتاز بأنها من المناطق الزراعية والصناعية والتجارية وتعد جميع دوائر سمعان مفعلة على أرض الواقع من مصارف وبلديات ووحدات إرشادية وغيرها، فضلاً عن تميزها بوجود “سهل المطخ” الذي يعد من السهول الخصبة في سوريا.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر