“مسدسات الخرز”.. لعبة تحمل في “فرحها” أخطار جسيمة وسط غياب الرقابة
تعتبر مسدسات الخرز من بين أكثر الألعاب المفضلة لدى الأطفال خلال فترة الأعياد، حيث يتم استخدامها في إطلاق الخرزات اللامعة والملونة وإضفاء جو من المرح على الأجواء كما يظهر للوهلة الأولى.
وتكرار هذه الظاهرة دوماً في كل الأعياد، يستوجب الوقوف عند تفشيها، والانتباه إلى آثارها التي تحول ضحكات بعض الأطفال إلى بكاء هستيري نتيجة إصابات خطيرة في العين والوجه والجسد.
ويستغرب مازن (من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص) غياب رقابة الأهل عن شراء هذه الألعاب، ويضيف: “أين الآباء والأمهات من سلامة أطفالهم، امنعوا هذه الكوارث حتى لو بكى إبنك طويلاً فلا تخضع لطلبه، ففقدانه لعينه أو إصابته لعين طفل آخر ستبقى مصيبة تلازمه طوال حياته”.
ويوافق إيهاب (مهندس) على ما قاله مازن، وقال لتلفزيون الخبر: “تقع المسؤولية بشكل كامل على عاتق الأهل لأنهم سمحوا بوقوع بهذه المصيبة، وعلى الجميع مراقبة الأطفال ومنعهم من شراء الألعاب المؤذية ومسدسات الخرز”.
من جهته، توجّه أبو محمد (صاحب محل تجاري) للباعة قائلاً: “أعتبر بيع هذه الألعاب عملية بيع للضمير، كونها تخاطر بصحة وسلامة أبنائنا من أجل مبالغ مالية زهيدة، وهو ما يجب منعه من قبل المعنيين ومعاقبة كل تاجر يتلاعب بسلامة السكان بقصد أو دون قصد”.
من جانبه، أشار طبيب العيون بشار الحسن في حديثه لتلفزيون الخبر إلى أن: “عشرات الحالات لإصابات العيون تتوافد إلى عيادتي خلال فترة الأعياد، ولذلك أرجو من الأهل توعية أبنائهم لخطورة شراء أسلحة الخرز وتوجيهها نحو الوجه والعين خصوصاً”.
وأضاف “الحسن: “أقوم فور ورود أي إصابة بإجراء فحص للشبكية، وكثيراً ما تصاب العين برضوض كليلة بسبب الخرز مسببة سحجة سطحية مؤلمة، ويصل الأمر للتسبب بنزف العين وهو ما يحتاج لعلاج كثيف بالقطرات وراحة تامة ريثما يزول النزف”.
ولفت طبيب العيون إلى أن: “بعض الإصابات قد تحتاج لعمل جراحي لغسيل النزف من داخل العين وإلى متابعات لاحقة لنفي انفصال الشبكية”.
من جانب تربوي، بيّن الاختصاصي والمعالج النفسي رامي جمعة، لتلفزيون الخبر أن: “إدمان الأطفال على شراء الأسلحة الخرزية يسبب آثارا ً سلبية، كونها تنمي العنف في المستقبل فالأطفال أصبحوا يتفاخرون بحمل الأسلحة ومحاولة استخدامها”.
وأضاف “جمعة” أن: “هذه الثقافة تتعزز بشكل خطير، فيحمل الأطفال أسلحة آباءهم وأقاربهم كنوع من المفاخرة وهذه الثقافة تنتشر بشكل كبير في مجتمعنا دون التفات المعنيين من قبل المعنيين، وبالتالي يجب عدم استيراد هذه الألعاب لما تسببه من أضرار وعاهات”.
ولفت الاختصاصي إلى أنه: “من الضروري أن يلعب الأهل دوراً أساسيا ً بتوعية الأطفال بمخاطر مثل هذه الألعاب ومقاطعة مثل هذه المنتجات الخطرة”.
وتابع “جمعة” : “من جانب آخر، يعيش الأطفال في سوريا مرحلة طفولة بائسة لعدم توفر المتنزهات والملاعب والحدائق العامة أسوة بأطفال العالم، والخطير في هذا الأمر أن بيع ألعاب الأسلحة تنمي روح الكراهية للآخر “.
يشار إلى أن ظاهرة انتشار مسدسات الخرز تترافق مع شراء الألعاب النارية المؤذية بدورها، مع قيام الأطفال برميها عشوائياً في الطرقات، مع كل الإزعاج الذي تسببه، وهو ما يتطلب متابعة أكبر من الجهات المعنية التي تستمر بإصدار التحذيرات دون أي استجابة تذكر من الأهالي بالدرجة الأولى.
عمار ابراهيم _ تلفزيون الخبر