بإزميل واحد.. النحات إدوار اسمندر ينقش الرسوم على الخشب والزجاج
اختار الفنان إدوار اسمندر، ابن ريف جبلة، أصعب أنواع النحت على الخشب والزجاج دون امتلاكه أي معدات احترافية تساعده على ذلك، واقتصر إبداعه على ما اختزنه من صبر وعزيمة ونفس طويل.
وتعود موهبة النحت عند الفنان إدوار، كما قال لتلفزيون الخبر، إلى سنوات الطفولة عندما استشعر وجود ميل وشغف خاص تجاه الرسم بداية الأمر، ومن ثم تطوره لاحقاً إلى مراحل معقدة أكثر.
وقال “إدوار”: “استمر شغفي بالرسم حتى فترة قريبة لكنني وجدت أن الجميع بات فناناً ورساماً، فلجأت للكاريكاتير منذ بداية الأزمة على اعتبار أن الفن رسالة قومية بالدرجة الاولى، وكل فن لا يحمل رسالة فهو فارغ برأيي الشخصي”.
وأضاف “ادوار”: “استخدم الألوان الخشبية البسيطة التي لا يتجاوز ثمنها 1000 ليرة سورية منذ عام 2012، وأعتقد أنني لم أنل حقي من الشهرة إلا عبر مواقع التواصل رغم أنني ناقد وشاعر وكاتب وملحن بالاضافة للكاريكاتير الذي يعتبر مدونة تحمل للجيل القادم حقائق طمست أو ستطمس لاحقاً”.
وأكمل “إدوار”: “لبّيت نداء الواجب والتحقت بالقوات الرديفة في تلك الأثناء مع القوى الرديفة، ومن ثم تفرغت للنحت على الزجاج منذ عام 2020 وهو فن اخترعته بنفسي إذ أنه لا يوجد فنان في الوطن العربي يستطيع نحت الوجوه والصور الشخصية على الزجاج”.
“فن يحتاج لأعصاب فولاذية”، يقول “اسمندر”، فهي تتطلب دقة وتركيزاً ونفساً طويلاً إلى أبعد الحدود، فالريشة المستخدمة ألماسية وتدور بسرعة كبيرة كما أن أي خطأ يحصل لا يمكن إصلاحه”.
بإزميل واحد فقط، يشير الفنان “إدوار ” إلى أن إنجاز المنحوتات الخشبية يتم بواسطة معدات بسيطة جداً، ومن أكثر الأعمال التي تأثر بها ونحتها هي صورة طفلة تصرخ من تحت الأنقاض بعد زلزال السادس من شباط الفائت”.
وقال “ادوار”: “أعيش من هذا الفن لكن الطلب عليه قليل جداً وبشكل خاص في ظل الظروف الإقتصادية الراهنة التي تمر بها سوريا، كما أنني اضطررت لاسئجار غرفة كانت بمثابة منزل ومشغل بسبب سوء النقل من قريتي (عين الحياة)”.
“لدي رسالتان فنية وإنسانية”، يكمل “إدوار”، “أولها أن الفن يجب أن يكون رسالة قومية قبل كل شيء، فنحن نقف أمام حرب فكرية بالدرجة الأولى، وثانيها رسالة إنسانية أن الوطن لنا جميعاً وبقدر ما نحبه فهو يبادلنا الحب”.
وختم الفنان “إدوار “حديثه لتلفزيون الخبر بالقول: “سوريا بخير وستبقى كذلك رغم كل الظروف التي مرت بها خلال سنوات الحرب، لأن عمرها 7000 عام وقدرها الإنتصار دائماً”ّ.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص