للمرة الأولى في مدينة حلب.. ورشة عمل في الطب الشرعي للاستجابة الأولية للكوارث
احتضنت قاعة الاجتماعات في فندق شهباء حلب أول ورشة عمل تقيمها الهيئة العامة للطب الشرعي واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، تحت عنوان “الاستجابة الأولية للكوارث”، بمشاركة عدد من الأطباء الأخصائيين في الطب الشرعي والأطباء الأخصائيين في طب الأسنان.
وكشف مدير الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو لتلفزيون الخبر، أن الهيئة العامة للطب الشرعي تقيم لأول مرة ورشة عمل في مدينة حلب، وهي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتمتد على مدار يومين تتناول القضايا الطبية المتعلقة بالزلزال، بعد أن شهدت حلب زلزال مؤلم وقاسي خلّف الكثير من الضحايا.
وأضاف “حجو” أن الورشة بمثابة تطوير وبناء الخبرات والقدرات للأطباء الشرعيين المشاركين فيها مع وجود دكاترة أكاديميين في الجغرافيا، وتتناول المحاور الأساسية للورشة، كيفية بناء القدرات ودور فرق الاستجابة الأولية في الكوارث مع الضحايا، ودور الطب الشرعي في التعامل مع الحالات مع عرض حالات عملية في زلزال اللاذقية.
وبيّن “حجو” وجود حوالي 8 أطباء شرعيين فحصوا أكثر من ألف ضحية وشهيد خلال الزلزال، واستعراض عمل الأطباء في كافة المحافظات وكيفية التعامل مع العدد الهائل للضحايا، مؤكداً أن الأطباء الشرعيين مدربون طيلة فترة الحرب وأن الطب الشرعي يمارس دوره الطبيعي من خلال التعامل مع الحالات الجنائية، بالإضافة إلى الدور الاستثنائي خلال فترة الحروب والكوارث.
وأكد “حجو” أن الفكرة جاءت من خلال الدراسات وإجراء الإحصائيات وأسباب الوفيات التي تفضي إلى أخذ تصور عام عن الأسباب الرئيسية للوفاة، ولتدارك الكوارث في حال حدوثها مستقبلاً، والعمل على توعية الناس وإجراء دراسة وقائية عن مواضيع تتعلق بشكل وثيق بالطب الشرعي.
واستعرض فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمل اللجنة ودورها خلال الأزمات والكوارث، والتعرف على سبب نشوء اللجنة الدولية منذ تأسيسها على المستوى الدولي ودورها في حل النزاع والتعرف على مبادئ القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى عمل اللجنة في سوريا والأعمال التي تقوم بها والأنشطة المتعلقة بعملها.
بدوره، كشف الدكتور عبد الرحمن شحادة مدير الطب الشرعي بحلب خلال حديثه لتلفزيون الخبر، عن مشاركة 45 شخصاً غالبيتهم من التخصصات الطبية منها الطب الشرعي البشري والطب الشرعي في الأسنان، ووجود عدة محاضرين من اختصاصات أخرى منها الجراحة العامة والصدرية وجراحة العظام.
كذلك وجود رؤساء مراكز الطب الشرعي في كل المحافظات السورية، وعدد من الأطباء من جامعتي حلب ودمشق وبعض المحاضرين من مديرية صحة حلب.
وأوضح “شحادة” أهمية الورشة بالنسبة للأطباء المشاركين من حيث المواضيع المتعلقة بالأذيات الجسدية الناجمة عن أضرار الزلازل، من تهدم الأبنية التي تسبب ضحايا، وعرض تدبير الحالات الطبية لمتضرري الزلازل، وما يليها من تقديم الدعم الطبي والرعاية الطبية الأولية للمتضررين، إضافةّ إلى عرض كيفية التعرف على جثث مجهولة الهوية وطريقة التعامل معها من حيث آلية فحصها ودفنها.
وأشار مدير الطب الشرعي بحلب إلى أن أهم سبب لإقامة الورشة، نقل الفائدة بين الأطباء الشرعيين من حيث تحديد أسباب وفيات المتضررين من الزلازل، ومعالجة الصدمة العصبية النفسية للمتضررين من حالات توقف القلب أو الاحتشاءات القلبية الناتجة من منشأ نفسي من خلال حالات الهلع التي يعيشها المتضرر.
وتستمر الورشة يوم الجمعة وتتناول مواضيع عديدة منها أخطاء في التعرف على الكوارث والرعاية الطبية الأولية أثناء الزلازل، وتدبير الأذيات الهرسية لمتضرري الزلازل، وإجراءات مركز الطب الشرعي في طرطوس خلال حادثة غرق المركب اللبناني، والصدمة العصبية جراء الكوارث الكبرى وكيفية أخذ عينات عند الفحص الطبي الشرعي للجثة.
أنطوان بصمه جي – تلفزيون الخبر – حلب