رغم موافقة المحافظ.. سيدة من ذوي الإعاقة تنتظر تنفيذ قرار تعيينها في مصفاة بانياس منذ عامين
اشتكت سيدة من مدينة بانياس في محافظة طرطوس عبر تلفزيون الخبر، انتظارها لأكثر من عامين لتنفيذ قرار تعيينها الموقّع عليه من قبل محافظ طرطوس في مصفاة بانياس دون أي بوادر بالحل.
وقالت صاحبة الشكوى في شكواها لتلفزيون الخبر “أُعاني من إعاقة بصرية وسكر شبابي ما يمنعني عن العمل، وفي ذات الوقت أُعيل أمي وأبي المريضين، وبناءً عليه تقدمت بطلب توظيف خاص بذوي الإعاقة عبر محافظة طرطوس بتاريخ 30 تموز 2019 “.
وأكملت السيدة “طلبت من خلاله تعييني لدى الجهة التي تراها المحافظة مناسبة مع تفضيل أن تكون مصفاة بانياس أو مشفى بانياس الوطني، كونني ابنة المنطقة ما يسهل ويخفف أعباء التنقل والمواصلات”.
وتابعت السيدة (35 عاماً) “بتاريخ 14 حزيران 2021 استلمت ورقة بيان إمكانية تعييني لدى المصفاة ضمن نسبة 4% الخاصة بذوي الإعاقة، وموقّعة من السيد محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى مع لا مانع طبي”.
وأوردت المشتكية “منذ ذاك التاريخ وحتى تاريخه وأنا أحاول مراجعة مدير مصفاة بانياس مراراً وتكراراً للسؤال عن وضعي، وأغلب المرات لا يستقبلني، وإذا ما صادفت واستطعت لقائه خارج مكان عمله الرسمي يكون الجواب لا يوجد شاغر”.
وأشارت المشتكية إلى أنه “مع إلحاحي بالسؤال ومحاولاتي الوصول إليه سواء في المكتب أو عن طريق مرافقه قدّم لي ذات مرة عقد عمل موسمي لمدة سنة براتب 70 ألف ليرة، ريثما يتم إيجاد شاغر وبعد التحاقي بالعمل بمدة 3 شهور فوجئت أنه تم فصلي دون أي سبب”.
وأردفت السيدة “عدت لمراجعة مكتب المدير للسؤال عن وضعي وفي كل مرة يكون الجواب لا يوجد شواغر على الرغم من إجراء عدة مسابقات سواء للمسرحين والمسابقة المركزية ما يعني زيادة عدد عمال مصفاة بانياس، وبالتالي زيادة شواغر الإعاقة، وذلك وفق نسبة الـ 4% لكن الجواب لم يتغير، وآخرها بطريقة غير لطيفة كي لا أقول أكثر وهذا ما حصل”.
وتابعت السيدة حديثها “مجدداً ومع مطالبتي بحقي بشكل علني عادة (العروض) بعمل موسمي في المصفاة، لكنني رفضت لأن الوظيفة حقي وبقرار المحافظ أبو سعدى، فإذا لم يكن هناك شاغر حقيقي في المصفاة مع التأكيد على أن هناك شاغر حالياً، يجب على الجهات المعنية بهذا الموضوع إيجاد حل لي”.
وختمت السيدة حديثها لتلفزيون الخبر “أناشد السيد محافظ طرطوس الحالي عبد الحليم الخليل وكل من بإمكانه المساعدة لإنصافي”.
الرد الرسمي
حاول فريق تلفزيون الخبر التواصل مع مدير عام شركة مصفاة بانياس محمود قاسم للوقوف على وضع المشتكية وفهم سبب عدم توظيفها رغم موافقة المحافظ على القرار منذ 2019 لكن هاتف “القاسم وخلال يوم الاثنين 12 الجاري حتى نهاية الدوام الرسمي، كان خارج التغطية”.
ولكون طلب التوظيف وفق الوثائق التي زوّدتنا بها صاحبة الشكوى مُقدّم لمحافظة طرطوس. اتجهنا للتواصل مع المعنيين في المحافظة للوقوف على وضعها ومحاولة إيجاد حل ينصفها لنكتشف أن مناشدات السيدة المشتكية سبقتنا إلى عضو المكتب التنفيذي الذي قمنا بالتواصل معه ولكن “دون حلول”.
وقال عضو المكتب التنفيذي في محافظة طرطوس لشؤون الصحة والإغاثة هاني خضور لتلفزيون الخبر أن “كلام المشتكية غير دقيق لأن طلبات توظيف الإعاقة لا تندرج ضمن برنامج المسابقات”.
وأضاف “مرة تقول لي لم يرد عليها أحد ومرة أخرى تقول طلبها عند الوزير، علماً أنه ليس بحاجة وزير ومرة تقول توجد موافقة من مدير المصفاة” وتابع “خليها تجيب الثبوتيات وتجي لمكتبي”.
أسئلة برسم الإجابة
هل يتحمل موضوع عدم دراية السيدة بوضعها وطبيعة أوراقها وما هو المآل الذاهبة إليه.. كل هذا الاستهجان والتساؤلات من معنيين؟ خاصةً وأنها لم تنكر أنها لم تعد تدري مصير هذا القبول والتعيين بعد مضي كل هذه المدة الزمنية ورغم كل محاولاتها للاستفسار “والتنوّر” دون مقابلتها بأي معلومة باستثناء أنه “لا يوجد شاغر”.
ما الذي يمنع موظف حكومي ربما تكون إحدى مهامه الإصغاء لمشكلات الناس ومطالبهم، أيّاً كان توصيفه الوظيفي موظف عادي أو برتبة مدير عام، من مقابلة الناس وشرح وضعهم أو مصير مطالبهم حتى لو كانت مطالبهم لن تيسر لعائق ما، أو أي سبب آخر؟.
والسؤال الأهم.. ماذا عن مصير هذه السيدة والتي تمتلك وضع إنساني خاص مع قرار التوظيف “المطوي في الأدراج” الأمر الذي وصفته “بالحلم”.. هل سيبصر النور؟ وهل كانت لتنتظر كل هذه السنوات وتحاول كل هذه المحاولات لولا حاجتها الماسة؟
يذكر أنه بحسب المادة 4 من القرار رقم 15 للعام 2017 “تلتزم الجهات العامة بتعيين الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك ضمن نسبة لا تتجاوز (4%) من الوظائف الواردة في ملاكاتها”.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر