رغم التقنيات الحديثة.. حرفي حلبي يبدع في تصميم المنتجات الخشبية “التقليدية”
يجلس العم “أبو محمد” خلف طاولته القديمة في ورشته الصغيرة بحي صلاح الدين، تحيطه مشغولاته الخشبية المنتشرة على الرفوف، امتهن حرفة النجارة لتصميم منتجات خشبية بشغف كبير تجاه مهنته التي تتطلب مهارة يدوية عالية وصبراً لأن تصميمها يدوياً يستغرق وقتاً طويلاً على عكس المنتجات الخشبية التي تصنعها الآلات الحديثة.
يبدع الحرفي الحلبي “عبد الإله قاوقجي” 65 عاماً في تصميم المشغولات الخشبية يدوياً، يستيقظ صباحاً لأداء صلاة الفجر ويتوجه إلى محله للبدء في تنفيذ بعض مما يراه من قطع بمقاساتها الفعلية في حلمه لينفذها على أرض الواقع.
يتوقف العم “أبو محمد” عن الكلام قليلاً، يجول بناظريه أرجاء محله التجاري ليحاول تذكر أول قطعة خشبية نفذها منذ 30 عاماً، ويضيف بابتسامة خجولة أنه استطاع صناعة سلم خشبي تقليدي وطور مهاراته بعدها ليصنع أريكة “ديوانة” من الحجم الصغير.
مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى صنعته وتطور الآلات المخصصة لقطع الخشب، يؤكد العم “أبو محمد” خلال حديثه لتلفزيون الخبر أن الماكينات الحديثة “الليزرية” لا تنتج المشغولات الخشبية بدقة كما هو الحال مع أدواته اليدوية “أزميله” الذي لا يخطئ المقاسات.
وعن ارتباطه الوثيق بمهنته التراثية، يقول الحرفي “قاوقجي”: “منذ 30 عاماً علاقتي لا توصف مع التعامل بالخشب لكن اعمل على تصنيع منتجاتي بحرفية عالية وقد تطول ساعات عملي على كل قطعة لإخراجها بشكل النهائي الدقيق، واحتاج في بعض الأحيان لإدخال تعديلات عليها، ما يعنني هو رائحة الخشب الجميلة”.
ذكريات عديدة يحتفظ بها العم “أبو محمد” ومنها منتجاته الخشبية التي خسرها نتيجة نشوب الحرب في مدينة حلب، تلك الأيام أجبرته على الانتقال إلى محافظة أخرى ليعود بعدها إلى محله والعودة للعمل من البداية، مبيناً أن حركة البيع ضعيفة للغاية انطلاقاً من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وبالتالي عزوف الناس عن شراء المقتنيات التقليدية.
أنطوان بصمه جي_ تلفزيون الخبر_ حلب