بكين والطاقة و”التطبيع”.. أهم ملفات زيارة وزير خارجية أميركا للسعودية
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء، إلى مدينة جدة السعودية لبحث تعزيز وتطوير العلاقات “الاستراتيجية” بين البلدين بعد توترها خلال الأشهر الأخيرة، نتيجة ما اعتبرته واشنطن تغريد سعودي خارج الإطار الأميركي.
وأفادت وسائل الإعلام، أن مواضيع الطاقة والتقارب السعودي الصيني والتطبيع مع كيان الاحتلال ستتصدر جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي خلال الزيارة الممتدة من 6 حتى 8 حزيران الجاري، والتي سيتخللها عقد اجتماعين وزاريين لمجلس التعاون الخليجي الأميركي واجتماع آخر للتحالف الدولي ضد “داعش”.
والتقى “بلينكن” مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة في لقاء وصف بالانفتاح والصراحة حول ملفات إنتاج النفط والعلاقة مع بكين وطهران وكيان الاحتلال وأحداث السودان وملف حقوق الإنسان في المملكة.
“ملف الطاقة”
تعهدت السعودية في 4 حزيران 2023 بخفض إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يومياً بدايةً من تموز القادم، إضافة لتمديد “أوبك+” لخطة تقليص إنتاج النفط العالمي حتى نهاية 2024، وذلك بعد تخفيض سابق قامت به المنظمة في نيسان الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان موقف السعودية داعم لفكرة تخفيض انتاج النفط، الأمر الذي أثار غضب واشنطن لتقديرها أن التخفيض يدعم موقف روسيا في الحرب ضد المعسكر الغربي، ويؤثر على الاقتصاد الأميركي نتيجة ارتفاع أسعار النفط.
في حين أكدت الرياض أن هدفها من التخفيضات المتتالية للإنتاج النفطي هو دعم استقرار السوق العالمي ولاسيما أنها أكبر مصدر للمادة عالمياً.
“العلاقة مع بكين”
رأت الصحف الأميركية أن ملف الصين لا يقل أهمية عن ملف النفط وربما يفوقه أهمية بنظر إدارة بايدن، حيث تعتقد الولايات المتحدة أن أي تقارب بين بكين وحليفها الأهم في الشرق الأوسط بمثابة تهديد استراتيجي لخططها في المنطقة.
وزار الرئيس الصيني “جين بينغ” السعودية في ختام 2022 لتدور بعدها عجلة العلاقات الصينية السعودية بشكل متسارع، حيث تم تبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات وإعلان الرياض انضمامها لمنظمة “شنغهاي” في آذار 2023.
ورعت بكين اتفاقاً إيرانياً سعودياً للصلح في تطور رسم وجه جديد للوجود الصيني في الشرق الأوسط بعد أن كان يعتمد على النفوذ الاقتصادي والتجاري بات الصيني يدخل في قضايا سياسية اعتادت واشنطن أن تملك اليد العليا في إقرارها.
“التطبيع”
سعت المملكة العربية السعودية لنسج علاقات جديدة مع دول الجوار فمن الصلح مع طهران حتى إعادة العلاقات مع سوريا وتهدئة الساحات في لبنان واليمن والسودان، كل ذلك جعل هناك تخوف أميركي من ضرب أو تأخير مساعي عملية “تطبيع” العلاقات السعودية الصهيونية.
وتداولت الأوساط السياسية على مدار أشهر أنباء عن اتفاق سلام وشيك بين الرياض و “تل أبيب” يجري التحضير له بدعم أميركي وتحالفات عسكرية واقتصادية وأمنية بقصد توحيد الجبهات ضد طهران.
يذكر أنه سبق زيارة “بلينكن” للسعودية زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان في آيار الماضي، وزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للرياض تموز 2022، ولم تفلح هاتين الزيارتين في ثني الرياض عن تحركاتها الجديدة على صعيد ملفات المنطقة والعالم.
تلفزيون الخبر