العناوين الرئيسيةثقافة وفن

افتتاح دار الوئاثق الورقية في حلب.. عودة لألق الورق وكنز كبير من الكتب

في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم وتحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، تبقى الحتمية هي أن الكتب الإلكترونية أثّرت إلى حد كبير على سوق الكتاب الورقي بالرغم من تربّع الأخير على عرش أسواق الكتب ومعارض الكتاب في غالبية الدول.

وبغية الحفاظ على الكتاب الورقي افتتحت مؤخراً مكتبة باسم “دار الوثائق الورقية” في شارع بارون بحلب والتي تنثر على رفوفها آلاف عناوين الكتب والمخطوطات التاريخية في مختلف المناحي الثقافية والاقتصادية والأثرية والاجتماعية والسياسية والتاريخية.

 

 

وكشف المحامي علاء السيد داعم ومشرف على دار الوثائق الورقية خلال حديثه لتلفزيون الخبر عن نشوء فكرة افتتاح مكتبة للكتاب الورقي حيث جاءت من واقع غلاء الكتاب الورقي وصعوبة اقتنائه من قبل القرّاء، فلا حل ليصبح الكتاب في متناول الجميع سوى تداول الكتب المستعملة.

 

مكتبات مهجورة

كان الحل الوحيد لافتتاح المكتبة كما وصفه المحامي “السيد” أن تخرج الكتب المستعملة من الخزائن الموجودة في البيوت، مضيفاً: “يوجد في كل بيت بمدينة حلب مكتبات ضخمة وبالرغم من الحرب بقيت المكتبات متواجدة، لكنها بقيت مهجورة وبعيدة عن جمهورها، فنحن أمام حاجة لإعادة القراءة عن طريق تدويرها ونقلها من الرفوف إلى أيادي قرّاء جدد”.

 

 

ووكانت الفكرة الرئيسية للمكتبة، وفقاً للـ”السيد” أن تحصل على الكتب المستعملة حصراً وتعيد أشكال تداولها ما بين بيع وشراء وتأجير ومبادلة وكافة الأشكال المتاحة ومن ضمنها الهبة في ظروف معينة.

 

تعطّش القرّاء

وأضاف المحامي “السيد” منذ أقل من شهر ونصف، انطلقت المكتبة بعرض الكتب للقرّاء وكان أصحابها سعداء بعد تفاجئهم بالإقبال والتعطّش للقراءة من شرائح معينة.

 

ولم يخلُ التشجيع الجماهيري من قبل أهالي حلب ورواد المكتبة والمقيمين في المحافظات السورية، والإقبال الكبير على وهب الكتب ومكتبات كبيرة كإهداء للدار وفق دعم معنوي ومادي للمكتبة، ناهيك عن وجود كثير من الكتّاب الذين أقبلوا لوضع مكتباتهم للبيع بغية إعادة تدويرها بأسعار زهيدة واعتبروها كشكل من أشكال الصدقة الجارية.

 

وبعد مضي شهر ونصف ما زال الإقبال على الدار في تزايد مستمر وليس شديد كما وصفها “السيد” كون الدار تفتقد لأهم شريحة عمرية وهي المراهقين، محاولاً استقطابهم من خلال كتب قيّمة وليس اللهاث وراء الروايات الضحلة وذلك استناداً على خشية الأهل من انتشار ثقافة الموبايل بدلاً من الكتاب الورقي وتقديم المساعدة عن طريق عرض الكتب التي تناسب طريقة تفكيرهم وبأسعار شبه رمزية.

 

سبب التسمية 

وعن سبب تسمية الدار بالوثائق الورقية أضاف المحامي “السيد” أن التسمية جاءت على اعتبار أن الكتاب والجريدة والتسجيلات والصورة وثائق تراثية إنسانية، مبيناً أن الفئات العمرية التي ترتاد الدار منذ افتتاحه هي من عمر 40 عاماً وما فوق، إضافةً إلى شريحة الأطفال.

 

وتابع: ما زال العمل قائماً على جذب شريحة المراهقين، في حين يكمن الهدف الإنساني للدار في إحياء الفكر والثقافة العميقة البعيدة عن الثقافة الضحلة أو السطحية وإعادة الاهتمام بالكلاسيكيات التقليدية والفطرية والأدبية والسياسية والدينية، والاطلاع على مختلف المشارب الدينية، بحيث لا تكون باتجاه واحد.

 

وبيّن “السيد” أن الدار يحتوي على كتب من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار فكرياً، وهي منفتحة على جميع الآراء الفكرية بكل تنوعها واختلافها.

 

وبيّّن “السيد” أن المحل التجاري تقدمت به مجموعة كعربون للتشجيع الفكرة ولفترة زمنية محدودة دون تكلفة بهدف إحياء المشروع ثقافياً، مؤكداً: مشروع افتتاح مكتبة بالتأكيد خاسر تجارياً كون جميع المكتبات في الوطن العربي والمنطقة تغلق تباعاً لكنه في الجهة المقابلة رابح إنسانياً.

 

خدمات عديدة 

وفي حديث لأحد مؤسسي للمكتبة، قال الشيخ صلاح محفوظ أمين مكتبة “دار الوثائق الورقية” لتلفزيون الخبر: “إن هذه المكتبة هي مشروع إنساني ثقافي ولد في حلب، ويسعى إلى تحقيق أهداف إنسانية وثقافية من خلال توفير خدمات مكتبية مجانية للجميع، بما في ذلك الإعارة والشراء والرهن للكتب المستعملة والوثائق القديمة، بالإضافة إلى توفير فضاءات للقراءة والمطالعة.

 

وبيّن محفوظ أهمية المشروع من خلال السعي لتداول الكتاب المستعمل بعد أن لاقت الفكرة التي عرضها عليه “السيد” تأييداً منه ودون النظر إلى الجانب المادي.

 

شريحة عمرية غائبة

وبيّن الشيخ محفوظ أن معظم شريحة الشباب بعيدة تماماً عن الجوانب الثقافية، مؤكداً أن المكتبة تعمل على تشجيع القراءة والثقافة، وتساهم في توفير الكتب للأشخاص الذين لا يستطيعون شرائها، كما تساعد في إعادة استخدام الكتب بدلاً من التخلص منها.

 

حلب – أنطوان بصمه جي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى