بدأ بموال ووصل للعالمية.. ذكرى ميلاد الراحل الأسطورة صباح فخري
ولد في 2 أيار بحلب عام 1933، المطرب السوري الراحل صباح فخري، واسمه الحقيقي، صباح الدين أبو قوس لكن مُنح اسمه الفني “فخري” من قبل مرشده، الزعيم السوري القومي فخري البارودي.
وبدايته كانت من موال علمته إياه إحدى صديقات والدته، وهو “غرد يا بلبل وسلّ الناس بتغريدك” عام 1946، ثم بدأ يتعلم من صديقات والدته وجاراتها ما كان يُغني في جلساتهن.
ودخل الراحل أكاديمية الموسيقا العربية في حلب، بعد ذلك درس في الأكاديمية في دمشق، وتخرج من المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948.
ودرس الموشحات والإيقاعات ورقص السماح والقصائد والأدوار والصولفيج والعزف على العود، ومن أساتذته أعلام الموسيقى العربية من الموسيقيين السوريين كالشيخ علي درويش والشيخ عمر البطش ومجدي العقيلي ونديم ابراهيم الدرويش ومحمد رجب وعزيز غنام.
وكانت أول عروض فخري الهامة عام 1948، في القصر الرئاسي بدمشق، وذلك أمام الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس الوزراء ذلك الحين جميل مردم بيك.
وأصبح صباح فخري في عام 1998، عضواً في مجلس الشعب السوري كممثلٍ عن الفنانين، وحصل على شعبية كبيرة بالغناء باللغة العربية في العديد من الدول وقارات (أوروبا وآسيا والأمريكيتين وأستراليا).
واعتبر فخري الجمهور لاعباً أساسياً في اخراج القدرة الابداعية من المؤدي، لذلك كان يحرص على تعامله مع موسيقين جيدين، ووجود إضاءة ساطعة ليتفاعل مع الجمهور.
غنى ولحن صباح فخري قصائد عربية لأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني ومسكين الدارمي، كما غنى لابن الفارض والرواس وابن زيدون وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب.
ولحن لشعراء معاصرين مثل فؤاد اليازجي وأنطوان شعراوي وجلال الدهان وعبد العزيز محي الدين الخوجة وعبد الباسط الصوفي، وغنى العديد من أغاني حلب التقليدية، والمأخوذة كلماتها من قصائد أبو فراس الحمداني والمتنبي وشعراء آخرين في مهرجانات عربية ودولية.
وقال له الموسيقار محمد عبد الوهاب في بداية لقائهم “مثلك بلغ القمة، ولا يوجد ما أعطيك إياه”، ثم تحول اللقاء لصداقة دائمة.
ومن أشهر أغانيه: يا حادي العيس، ومالك يا حلوة مالك، وخمرة الحب، ويا طيرة طيري، وفوق النخل، وقدك المياس، ويا مال الشام، وموشحات، يا شادي الألحان، وابعتلي جواب، وآه يا حلو.
ومن أعماله السينمائية فيلم “الوادي الكبير” مع المطربة وردة الجزائرية، كما شارك في فيلم “الصعاليك” عام 1965 مع عددٍ من الممثلين مثل دريد لحام ومريم فخر الدين ومن برامجه التلفزيونية “أسماء الله الحسنى” مع عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وزيناتي قدسية.
ومسلسل “نغم الأمس” مع رفيق سبيعي وصباح الجزائري، حيث سجل ووثق ما يقارب 160 لحناً ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال وقد، حفاظاً على التراث الموسيقي العربي الذي تنفرد فيه حلب.
وشغل صباح فخري مناصب عدة منها نقيب للفنانين السوريين ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب وسفير الغناء العربي، ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير من جامعاتٍ وهيئاتٍ أمريكية تقديراً لجهوده المبذولة في إحياء التراث العربي الأصيل.
ومن أبرز التقديرات التي نالها، حين قلده الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة في 12 شباط عام 2007 في دمشق.
ويعتبر غناؤه في قاعة نوبل للسلام في السويد، وفي قاعة بيتهوفن في بون، ألمانيا، علامات فارقة في مسيرته الأسطورية.
وحاز العديد من الجوائز من أرفع مستوى في عدة دولٍ منها وسام تونس الثقافي الذي قلده إياه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عام 1975.
ووسام التكريم من السلطان قابوس عام 2000، ونال الميدالية الذهبية في مهرجان الأغنية العربية في دمشق عام 1978.
توفي صباح فخري في الثاني من تشرين الثاني 2021، وتزوج الفنان مرّتين، الزوجة الأولى أنجبت له ثلاثة أولاد (محمد وعمر وطريف) وتوفيت، أما زوجته الثانية فأنجبت له ابناً واحد هو أنس.