سد “المنطرة” في القنيطرة متنفس الأهالي بوجه طغيان الاحتلال
لعلك عزيزي القارئ سمعت الكثير من الأغاني التي تذكر جمال “بلادنا”، وشاهدت العديد من الصور والفيديوهات حول هذا الأمر، لكن، هل خطر في بالك يوماً، مشهدية التصاق الطبيعة مع المياه، رفقة المناخ اللطيف ومشاعر العنفوان؟، إذا أردت معرفة الجواب رافقنا في هذه الرحلة؟.
التفاصيل
انطلقت الباصات من دمشق، في تمام التاسعة صباحاً، والوجهة سد “المنطرة” وبحيرته في قرية الصمدانية الغربية، التي تحررت خلال حرب تشرين التحريرية 1973، بمحافظة القنيطرة.
على الطريق، كلما ابتعدت عن دمشق، واقتربت من القنيطرة، تضيق مساحة العمران وتتسع المساحات الخضراء، يختلف المناخ هناك عن مناخ العاصمة، فالجو أكثر برودةً، والمطر أغزر، مع رائحة خاصة تحملها النسمات القادمة من ذُرى الجولان السوري المحتل.
نزلنا من الباصات في تمام 11 صباحاً، لم نفهم ماذا يجري، طبيعة يستعصي وصفها، بحيرة زرقاء محاطة بمساحات خضراء، لون السماء مع صوت المطر وأصوات الأهالي القادمين لأجل “السيران”.
يظهر على يمين البحيرة شرقاً، تلة خضراء، ساحرة الجمال مزنرة بأسلاك شائكة، وفي منتصف الطريق علم قوات الأمم المتحدة، وعند السؤال، شرح أحد أهالي المنطقة لتلفزيون الخبر “إنه الجولان، وامتداده نحو فلسطين المحتلة، وعلى اليسار الغربي يتموضع الجنوب اللبناني، وشمال البحيرة درعا”.
وتابع “المنطقة كعموم القنيطرة تعرضت للاحتلال، وظل أهلها صامدين بوجه الكيان، وخلال الحرب على البلاد، حاول الإرهاب تدنيسها، لكنها أيضاً صمدت بوجه الإرهابيين”.
وأفاد مستثمر منتزه “الجولان السياحي”، الملاصق للبحيرة، بلال الخطيب، لتلفزيون الخبر “المنطقة اليوم آمنة بالمطلق، والمنتزه منذ حوالي 7 أشهر تم افتتاحه، ويستقبل كل الأهالي والضيوف من جميع المحافظات، ولم توقف غارات الاحتلال المتكررة رغبة الأهالي بالتنزه”.
وختم “السد قريب على حدود الجولان المحتل، ونمني النفس أن نتنزه جميعاً في حقول الجولان قريباً، فهو قطعة من جسدنا وقلبنا ولن نتخلى عنه”.
يقطع هذه المشهدية أصوات الأطفال وضجيجهم، حيث يلعبون ويركضون على كتف البحيرة، دون أن يدركوا أن خلف هذه التلال هناك عدو محتل، لكن فرحهم بما يلهون به، يفوق قدرة الكيان المُحتمي بالأسلاك الشائكة على الفهم، وكأنهم يقولون له بالفطرة: “هذه الأرض لنا وستبقى”.
يذكر أن كيان الاحتلال يشن بشكل متكرر، خلال الشهرين الأخيرين، اعتداءات صاروخية تستهدف الأراضي السورية، بهدف زعزعة الأمن، وعرقلة الجيش ومن خلفه الشعب، عن بناء الوطن، بعد أكثر من عقد على الحرب الغربية على البلاد.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر