في الذكرى 47 ليوم الأرض الفلسطيني.. احتلال مأزوم وشعب مقاوم
أصدرت دولة الاحتلال المزعومة في عام 1950 قانون “أملاك الغائبين” والذي قام على مصادرة الأراضي التابعة للفلسطينيين اللذين هُجروا من أرضهم جراء الاحتلال، إضافة لمصادرة أراضي من تبقى على أرض فلسطين باعتبارها “أملاك غائبة”.
ونص القانون على أن “كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ “لإسرائيل” مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها”، حيث منع الاحتلال بمنطق التجبر العسكري الفلسطينيين من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام ليتسنى له مصادرتها.
حيث أغلق كيان العدو عام 1956 منطقة “المل” التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم، ومنع الفلاحين من الدخول إليها بهدف إفراغها من سكانها، وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة لبناء مستوطنات صهيونية عليها، في إطار ما عُرف بخطة “تهويد الجليل”.
وبلغ الاحتلال ذروة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية عام 1976 حين أقدم على الاستيلاء على حوالي 21 ألف دونم من أراضي الجليل، ومنها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وطرعان وطمرة وهو ما شكل الشرارة الرئيسية ليوم الأرض.
وأعلن رؤساء المجالس البلدية العربية بناءً على قرار “لجنة الدفاع عن الأراضي العربية” الإضراب الشامل في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفا عمرو، وذلك رداً على الاستيلاء على أراضي “المل” ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة بتاريخ 13 شباط 1976.
وفي يوم 30 أذار 1976 هبّ الشعب الفلسطيني وأعلن إضراباً عاماً في كل من مدن وقرى الجليل والنقب، واجتاحت المسيرات عموم الأراضي المحتلة، واندلعت مواجهات دامية مع العدو أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
واستعانت قوات العدو في مواجهة الثائرين المدنيين بقوات مدعومة بالدبابات والمجنزرات، ثم أعادت احتلال القرى الفلسطينية ولم تكتفِ بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم بفعل الاحتلال بل استولت على أراضي من بقي ضمن الأرض المحتلة.
يوم الأرض 2023
وتحلّ الذكرى 47 ليوم الأرض وسط أزمة داخلية طاحنة يعيشها الاحتلال للمرة الأولى في تاريخه، حيث وصل حجم الانقسام بين الفرقاء الصهاينة، حد نزول المستوطنين ضد الحكومة.
علاوة على، تدخل جيش الاحتلال للمرة الأولى منذ تأسيس الكيان في الأعمال السياسية، وهذا نتيجة وصول ما يسمى، بالمتشددين، للحكم وطرح تعديلات قضائية تُخضع الجيش للسلطة، ما دفع المستوطنين لرفض الالتحاق بالجيش.
كل ذلك يضاف إلى، ارتفاع منسوب عمليات المقاومة الفلسطينية في نابلس وعموم الضفة الغربية والقدس، والتي سببت رعب بين صفوف المستوطنين وكبار قادة الجيش، جراء صمود الفلسطينيين وثباتهم.
ورغم كل التخبطات في الواقع العربي عموماً ولاسيما عمليات التحريض على التطبيع، أبى الشعب الفلسطيني التفريط بحقه واستمر في تضحياته رغم الهجمة الصهيونية المدعومة غربياً ومن بعض الأنظمة العربية لحل قضيته وجعلها في طي النسيان.
يذكر أنه وبحسب معطيات هيئات فلسطينية استولى الاحتلال على أكثر من مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة، وذلك كله بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الشعب الفلسطيني.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر