العناوين الرئيسيةمجتمع

في عيدها..”أم سامر” نموذج الأم السورية المعطاءة للحب غير المشروط

بلهفة وشوق وترقب، ينتظر أحفاد السيدة أم سامر ظهور العربة التي تستند عليها جدتهم خلال شرائها بعض اللوازم المنزلية في أحد شوارع حي العباسية بمدينة حمص، كي توزع عليهم بعض الحلويات والقبل والأحضان الدافئة.

وما إن تكادُ تصبح في مجال رؤيتهم، حتى يتسابق تيم وأحمد ورامي للوصول إلى أم سامر، تاركين كرة القدم التي كانوا يلعبونها أمام منزلها، لمساعدتها في دفع العربة وصولاً إلى مدخل البيت العتيق.

dav

ولم تكن أم سامر (70 عاماً) بطلةَ هذه الحكاية لقلة النماذج التي تستحق التقدير والاحترام من أمهات سوريات بذلن سنين عمرهن في تربية الأبناء والكفاح في الحياة، إلا أن هذه المرأة السبعينية، وإضافة لذلك تعد من أقدم سكان حي العباسية بمدينة حمص.

“أهلا يا ستي، أهلا يا عيني”، ترحب أم سامر بأحفادها وتمطرهم بقبلات متفرقات، بينما تستند على كتف أحدهم أثناء محاولتها فتح باب البناء الذي تقطن فيه، ليسارعوا إلى إدخال العربة وحمل المواد الغذائية إلى المطبخ.

 

“70 عاماً بالتمام والكمال”، تحكي أم سامر لتلفزيون الخبر عن عمرها الذي مضى في أرجاء الحي الشاسع حالياً، والذي كان فيما مضى بساتين زيتون وأراض زراعية، حتى توسعت الأبنية ووصلت إلى آخر الدنيا، حسب تعبيرها.

 

وأضافت أم سامر لتلفزيون الخبر: “أنجبت 6 أولاد أرى ضوء الحياة فيهم، ثلاثة ذكور وثلاثة إناث، عشنا جميعنا في هذا المنزل قرب شارع الستين، وكبروا أمام عيوني (كل شبر بندر)، حتى أصبحوا الآن بدورهم آباءٍ وأمهات”.

 

وتسرد السيدة السبعينية قصة كفاحها خلال تلك السنوات الطوال، وقبل ذلك العذاب الحلو في توسيع المنزل من طابق أرضي كبير إلى بناء كبير متعدد الطوابق سكن فيه اثنين من أولادها، فكل هذا البيت “طلع من ضهري”، كما قالت.

 

ورغم أنها لم تتوظف لتساعد عائلتها مادياً، إلا أن في الحياة ما هو أصعب من الوظيفة بكثير، تضيف أم سامر، وهي مهام شاقة تعرفها كل أم من تربية الطفل ومتابعته في كل مراحله حتى يكبر ويصبح رجلاً أو امرأة بالغة يستطيعون عندها شق طريقهم بنفسهم.

 

“لهلق بشتغل عالخضاضة والماكينة”، تشير أم سامر لتلفزيون الخبر إلى أنها لا تزال ترى أولادها مجرد صغارٍ رغم كبر سنهم، مضيفةً: “مهما بلغ الولد من العمر فإنه يبقى صغيراً في نظر أهله الذين يبقون يقدمون كل ما يملكون من أجلهم”.

 

وتتابع: “حتى فترة قريبة كنت اشتري الحليب وأنتج منه مختلف الأصناف لأوزعها عليهم بعد الإستعانة بالخضّاضة وهي آلة كهربائية قديمة قد لا يعرفها الكثيرون، إضافة إلى قيامي بخياطة ثيابهم وثياب أحفادي في ماكينة المنزل”.

 

“عشرة أحفاد وأرغب أن أراهم أكثر عدداً”، تؤكد أم سامر فرحتها العارمة برؤية أولادها وأحفادها مجتمعين ويضحكون ويأكلون سوية في المناسبات، وهو أقصى ما تتمناه كل أم في هذه الدنيا”.

 

“ما في أغلى من الولد ولا حتى الحفيد”، تجيب السيدة السبعينة عن سؤال حول صحة المثل الشعبي، وتضيف: “كل التأكيد فإن الأجداد يحبون أحفادهم لأنهم أولاد أبنائنا، إلا أن مكانة الولد عند أهله لا يفوقها أي شيء في الحياة”.

 

وبينما تهمّ بصعود الدرج، تتمنى أم سامر الصحة لكل أمهات سوريا والعالم دون استثناء، وأن تعيش كل فتاة شعور الأمومة الذي لا يعادله شعور آخر، لأنه قمة العطاء والحب الأبدي غير المشروط”.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى