العناوين الرئيسيةتعليم

دفعَه حبّه للقرآن الكريم إلى دراسة اللغة العربية.. محمد الطويل أستاذٌ برصيد 35 عاما ً في حمص

يصر الأستاذ محمد الطويل على النقاش مستخدماً مصطلحات اللغة العربية الفصحى، خلال حديثٍ دار معه في منزله بحي العباسية في مدينة حمص، وهو الذي أحبها منذ عشرات السنين ومارس تعليمها في العديد من المناطق.

“رغم تفوقي بالمواد العلمية إلا أن شغفي باللغة العربية كان أكبر”، يقول الأستاذ محمد لتلفزيون الخبر، ويضيف: “دخلت الفرع العلمي بناء على رغبة والدي، إلا أنني درست اللغة العربية في جامعة البعث رغم كل الأفرع الهندسية التي كنت أستطيع دراستها”.

“لأنها لغة القرآن الكريم وتساعدني على فهم الكثير من الأمور”، يشير الأستاذ محمد إلى السبب الرئيسي لدخوله هذا الإختصاص، إضافة للشغف بالأدب العربي والشعر، ومن ثم ممارسة التعليم في عدة مدارس”.

وعن رحلة التعليم التي مر بها، قال الأستاذ محمد لتلفزيون الخبر: “علّمت خلال سنوات الدراسة الجامعية في ريف حلب، وبقيت أعلم فيها لمدة أربع سنوات بعد التخرج، ومن ثم طلبت نقلي إلى محافظة حمص، لتبدأ رحلتي هنا عام 2006، مع تعييني في ثانوية المأمون التي استمريت فيها حتى 2017، على بعد عامين ونصف من التقاعد لأكون قد اتممت 35 عاماً في هذا المجال الذي أحببت”.

 

ويتابع الأستاذ محمد: “لم أصطدم خلال تلك السنوات الطوال مع أي طالب أو ذويه، وكانت النظرة إيجابية من الجميع والحمدلله، وذلك للحرص على ترك أثر طيّب في نفوس كل من عرفني”.

 

“لا يخلو الأمر من بعض الدورات التعليمية”، يردف الأستاذ محمد لتلفزيون الخبر، مع النظر لحال الطلاب في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة الراهنة، “فالتعليم رسالة انسانية قبل أن تكون ربحا ً مادياً بحتاً”.

 

“تكمن السعادة في العطاء”، يؤكد الأستاذ محمد لتلفزيون الخبر، ويتابع: “كثيراً ما كنت أعطي دروساً للطلاب والطالبات بأسعار رمزية لا تتجاوز ألف ليرة أحياناً، أو دون مقابلٍ لمن لا قدرة مالية جيدة لذويه، فالدنيا يسر وعسر”.

 

ولا يخفي الأستاذ محمد التشويه والحال المتراجع للغة العربية في الوقت الراهن، ويكمل: “أحث الطلاب بشكل دائم على التحدث باللغة العربية الفصحى، فهم يحتاجون لهذه التوعية، حيث نؤكد أنها من أهم مقومات الوحدة العربية، لاسيما أن منطقتنا هي الأقرب للتحدث باللغة العربية الفصحى، لكن أبناءنا يجدون فيها صعوبة كبيرة”.

 

“نحن أمة إقرأ “، يردف الأستاذ محمد، فالقراءة ورفد عقولنا بالمصطلحات العربية هو الحل لنعيد الألق للغتنا العربية، ومن المؤسف تراجع قيمة الكتاب مع كل التقدم التكنلوجي الراهن الذي قد يكون سبباً في ذلك”.

 

ويروي مقداد، أحد أبناء الأستاذ محمد لتلفزيون الخبر عن تشجيع والدهم المستمر على التحدث باللغة العربية في المنزل، وقال لتلفزيون الخبر: “كان والدي يقدم مكافآت تحفيزية لمن يستطيع الحديث باللغة العبرية الفصحى يوما كاملاً، أو يحفظ سورة قرآنية كاملة”.

 

ويأسف الأستاذ محمد لتراجع مكانة الأساتذة في الوقت الراهن، ويكمل: “حتى وقتنا هذا، كلما رأيت أستاذاً لي أقف بخجل أمامه تقديراً لما قدمه، ولعل السبب في تغير الحال هو إلقاء اللوم على المعلم، فبات الأهل أحياناً يصدقون ابنهم وتكذيب المعلم، مع إعادة التأكيد أنني لم اصطدم مع أي طالب خلال مسيرتي”.

 

التعليم مهنة إنسانية راقية، يتابع الأستاذ محمد، وما من مدرس معلوماته ناقصة إلا أن لكل منا طريقته الخاصة، وكل معلم يحمل في داخله ضميراً حياً، وينظر إلى طلابه وكأنهم أبناؤه.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى