من يخبر المسؤول أن مسؤوليته ليست ملك شخصي!
“أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ” قالها المتنبي ذات يوم بحثاً عن العلياء والمجد لكن العامل في القطاع الصحفي اليوم يريد من زمانه أن يبلغه تصريح المسؤول فقط لا غير.
ربما تكون مقدمة إنشائية من الستينات لكن الهدف منها ليس التباهي بالثقافة والشعر فلا وقت لهم اليوم ونحن في خضم عصر “زيت الكاز” الذي حذر منه نزار قباني ذات قصيدة.
لكن ما كُتب أعلاه هو محاولة لإطالة محتوى مادة صحفية تبحث عن أسباب عدم تعاون المسؤول في أي موقع كان مع الصحافة والصحفيين.
إلا أنها لا تملك أي إجابة أو مفردة تعبر عن حجم الحزن على مصالح الناس المُعطلة جراء “تطنيش” أو امتناع المسؤول عن التواصل مع الصحفي الذي بدوره لا يملك أي سبب للاتصال به سوى أنه ناقل لشكاوى الناس.
“إنها عقلية عامة” هذا جواب أي صحفي تسأله عن الموضوع فلا وزارة النفط والمعنيين بها يجيبون عن المواضيع المتعلقة بعملهم ولا وزارة “حماية المستهلك” ولا الصحة ولا أي قطاع رسمي وزاري أو غيره يجيب عن أسئلة الصحفيين بكل سلاسة ودون أن يرفع ضغط الدم الشرياني للسائل إلا ما رحم ربي.
والأسوأ عندما تحتكم الأمور للمزاجية المتعلقة بالسيد المسؤول حيث يقدم تصريحات لجهات على حساب أُخرى ويكون ذلك ناتج عن خلاف مع وسيلة ما لأي سبب محق كان أو باطل صغير أو كبير.
فيسقطها معاليه من حسابات تصريحاته النادرة في طبعها وكأن خلاف المسؤول مع هذه الوسيلة يعطيه الحق بقطع علاقة الوسيلة مع الوزارة أو الإدارة المسؤول عنها.
حتى بات نسبة ما من المسؤولين (تُركت النسبة مفتوحة لتفادي التعميم) يظنون أن موقع المسؤولية هو ملك شخصي لا عام فحين يتفق المسؤول مع وسيلة ما يفيض عليها بعاطر تصريحاته وإذا ما صار العكس “بالأحلام بتاخدوا تصريح”.
وفي النهاية لا يمكن إلا أن ندعي الله بدعوتين الأولى الهداية للسادة المسؤولين حتى تحن قلوبهم على الصحفيين ويتفاعلون معهم تطبيقاً لتوجيهات السيد الرئيس الدائمة بالتعاون مع الإعلام والشفافية في العمل كي يتاح حل شكاوى المواطنين.
والثانية للمواطن أن يرزقه الله من خيره وخير وزارة “حماية المستهلك” لتناول كميات من البصل حتى “ينسى يلي حصل” من شماعات العقوبات والحصار والحرب وأخيراً الزلزال التي لم تفده سوى بأنه بات “عايش من قلة الموت”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر