أبو بلال .. عطار حمصي مارست عائلته المهنة منذ 200 عاماً و”يستمر”
قليلاً باتجاه الشرق، على كتفِ السوق المسقوف في حمص القديمة، تفوحُ رائحة التوابل المعروضة أمام دكّان عادل المسدة (أبو بلال)، متفاعلةً مع روائح الصابون والأعشاب الطبية والزيوت الطبيعية على اختلافها.
متوسطاً سوق العطارين، متقاطعاً مع أسواق القيسرية والعبي والخياطين، بقي أبو بلال في دكّانه يمارس مهنةً ورثها عن أبيه وجده من قبله، ملبياً طلبات زبائنه الراغبين بالتداوي بخيرات الطبيعة التي خَبِر جمعها ووصفها مع مرور الوقت.
يقول أبو بلال لتلفزيون الخبر :”كان العطار قديماً بمثابة طبيبٍ بديل، أما الآن فقد تغيرت الأمور، وتركز البيع على البخور والحنّة وأصبغة الملابس ووصفات طبيعية تفيد البشرة والصحة بشكل عام”.
يدير ظهره ليعدد محتويات دكانه، فهنالك الكثير منها، كالبابونج والكمون والكزبرة وحبة البركة والزيزفون والورد الجوري والبنفسج، والعديد من أنواع الأعشاب، والتوابل.
يأخذ شهيقاً آخر ويكمل :”يوجد صابون زيت، صابون غار وأعشاب الزوفا والقرفة والخزامى وقشور الرمان المستعملة في الصبغة، وترابة حلبية لتنظيف الجلد من الأمراض الجلدية وصمغ عربي، و(ليفُ) حمام طبيعية وغيرها”.
وعن النباتات الطبية الموجودة أيضا ً، يكمل أبو بلال :”هناك الكثير منها، مثل الميريمية والنعنع والمردكوش والصفصاف والبابونج وإكليل الجبل والكمّون والكثير من النباتات بالإضافة إلى أنواع الأعشاب والتوابل والزيوت العطرية بشتّى أنواعها”.
“منذ 200 عام ومستمرون”، يؤكد أبو بلال لتلفزيون الخبر، مضيفاً :”توارثنا هذه المهنة منذ أيام جدّ والدي حتى أيامنا هذه، فقد كان ينادى بالطبيب حينها نتيجة خبرته الواسعة المتراكمة مع السنوات، أما الآن فاختلف الأمر مع دخول الدواء الكيميائي وضرورة الحذر في تقديم النصائح”.
ويتابع أبو بلال :”العطارة مهنة تخصصية تحتاج لخبرة واسعة وتجربة عميقة وعلم يتوارثه الأبناء عن الأجداد، وبالتالي ليست مجرد بيع أعشاب، فمن الضروري امتلاك المعرفة لمن يزاولها، ومعرفة فوائد كل عشبة ومضارها، لأن بعض الأعشاب ترفع الضغط وقد تسبب مشاكل صحية للمريض”.
وعن مزاولي هذه المهنة في الوقت الراهن، أشار أبو بلال إلى أنه:”ما يزال في المدينة عدد من المحالّ الشهيرة والقديمة جداً، التي حافظت على هذا التقليد، ويسعدني أنني من هؤلاء كوني من محبي الطبيعة وخيراتها”.
ولفت العطار الخمسيني لتلفزيون الخبر إلى أن :”الحركة التجارية جيدة، والناس بدأت تعود للطب العربي أو الطب للبديل كما يسمى، ونحاول بدورنا تقديم النصائح المضمونة والأجوبة الواضحة للزبائن”.
ويؤكد أبو بلال أن طب الأعشاب لا يحل مكان الطب الكيميائي،”فكل شي ألو دور”، والأصح هو أن الأعشاب دواء مكمل للدواء، والمعيار الأساسي في اختيار الناس هو رغبتهم وثقتهم، فالبعض لا يرغب إلا بالطب الطبيعي”.
وعن نصيحته التي يرغب بتقديمها، قال أبو بلال لتلفزيون الخبر :”أتفق مع الكثيرين من أقراني على ضرورة الإبتعاد عن السكر قدر الإمكان، والإعتماد على خيرات الطبيعة بشكل عام لأن في خيراتها يوجد كل الدواء”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_حمص