العناوين الرئيسيةمحليات

“سلام” تفرح ببصلتين و”الفلاح لا يخسر مرتين”.. هل تنتقل عدوى فقدان البصل إلى الثوم والبطاطا؟

“زغرطي يا انشراح”جملة ردّدتها ربّة المنزل “سلام” (55 عاماً) بعد أن احتفلت بشراء “بصلتين”، الثلاثاء، من أحد أسواق دمشق لتحضّر غذاء لأطفالها يتخلّله البصل المقلّى على مائدة طعامها التي انحرمت منه لأكثر من 30 يوماً بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد إلى 18 ألف ليرة سورية نتيجة لفقدانه.

 

وكان احتفال “سلام” يقابله الكثير من “العتب على الجهات المعنية التي أعلنت، سابقاً، عن تصدير جزء من محصول البصل، معتبرة الأخيرة أنها تتخلّص من الفائض منه، إلى أن تفاجأ المواطن السوري بفقدانه من الأسواق ووصول سعره إلى رقم غير مسبوق في حال وجوده”.

 

وبالمقابل، برّرت وزارة الزراعة عبر بيان نشرته، مؤخراً، والتي ربطت فقدان البصل في الأسواق بضعف إنتاج سوريا للمنتج هذا العام، حيث بلغ 42 ألف طن وهو أقل من الاحتياج بقليل، مما أدى إلى استغلال التجار لانخفاض الكميات المعروضة في السوق ورفع الأسعار.

 

وانتشرت مجموعة من الأقاويل على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، حول عجز المعنيين بتخزين الفائض من منتجات البصل وصعوبة ما يتعلق بعمليات حفظ المادة بسبب شح المحروقات وضعف تأمين المستلزمات، الأمر الذي أدى إلى ضرورة تصدير المنتج.

 

بدوره، أكد عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفلاحين أحمد هلال لتلفزيون الخبر أن “الفلاح ليس لديه القدرة على الخسارة مرتين والجميع يعي أن العام الماضي زرع الفلاح السوري البصل ولقي خسارة كبيرة، نتيجة عدم تصريفه وتصديره للمنتج بالشكل المطلوب”.

 

“وكان إنتاج البصل أكثر من الحاجة مما أجبر الفلاح إلى بيعه بأقل من تكلفته أو تقديمه كعلف للأغنام، وبالتالي تمنّع الكثيرون عن زراعته هذا العام”.

 

وأضاف “هلال”: “تصدير البصل كان بسيطاً جداً هذا العام وليس له علاقة بقلّة المادة في الأسواق، إنما السبب هو من ضعف الإنتاج وذلك من ضعف الفلاح الذي ترك البصل ولجأ لزراعة منتجات أخرى”.

 

وكشف “هلال” عن مخاوف كبيرة بتكرار ما حدث مع نظير البصل وهو الثوم في العام القادم لأن الأخير موجود بوفرة على الأرصفة، وبعض الفلاحين يرموه في أسواق الهال لعدم إمكانية تصريفه لأن القطاع الخاص والعام ليس لديه استعداد لاستقبال المواسم”، بحسب وصفه.

 

وتساءل “هلال” ألم نشتري الثوم الصيني بعلبة “مخملية” تتسع ل 4 حبّات بـ 4 أو 5 آلاف ليرة سورية؟

 

“ونخشى ما نخشاه أن يحدث ذلك بمنتج البطاطا أيضاً، حيث أنها تباع بـ 600 ليرة سورية من الفلاح وتكلفتها من 1200 إلى 1300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وعند منع التصدير انعكس ذلك سلباً على الفلاح”.

 

وأضاف “هلال”: “لا يوجد توازن.. إذا ارتفع سعر المنتج.. الفلاح يكون سعيد بذلك والمواطن متضرر والعكس صحيح، علماً أن الزراعة مكلفة من حيث المستلزمات ولم يعد يستطيع الفلاح المغامرة”.

 

وعن الحل، أقترح “هلال”: “يجب الحصول على وسط الاستهلاك مثلاً بالنسبة للبطاطا حاجة اليوم الواحد 2000 طن والفائض منها يجب تصديره، ويجب موازنة سعر السوق”.

 

“ويجب حصول مؤسسات التدخل الإيجابي للمنتج من الفلاح وبيعه بشكل مباشر للمواطن، بحيث “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم””.

 

وأعلنت الجهات المعنية ،الثلاثاء، استيراد 2000 طن من البصل بعد الموافقة على ذلك، مؤخراً، لتغطية حاجة السوق المحلية، حيث وصلت الدفعة الأولى، الاثنين، البالغة 7 آلاف طن من البصل على أن تصل الدفعة الثانية تباعاً، ثم سيتم توزيع الكميات على صالات مؤسسة السورية للتجارة في المحافظات السورية لتصل إلى المواطنين.

 

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى