“التنمية البشرية تبكي بالزاوية”.. وزارة التربية تطمئن الطلاب بقصيدة “الأطلال” بعد الزلزال
في الوقت الذي ينتظر فيه الأهالي والطلاب كلاماً مطمئناً من وزارة التربية أو قراراً جدياً يحدد مصير الدوام بعد واقعة الزلزال الجديد، تعاطت الوزارة مع فكرة “الطمأنة” بشكلها الحرفي، عبر القصائد ونشر “طاقة إيجابية” مع التغاضي عن مسؤوليتها في اتخاذ القرار المناسب، في مدارس عرى الزلزال عيوباً سابقة فيها.
وبدأت الوزارة يومها بتمني “الصباح السعد لأبناء القدر”.. قائلة عبر منصاتها الالكترونية: “هي الحياة بحلوها ومرها، بجمالها وقسوتها، بهدوئها وعنفوانها، بغناها وفقرها، مثلما أتينا إليها بقدر علينا أن نستوعب أن هذا القدر لا راد له مهما فعلنا”.
وتابعت الوزارة: “نعيش على الأمل، ونبني حياتنا وكأننا في هذه الدنيا باقون إلى الأبد، نتحدى الصعاب ونتجاوز المحن، هكذا فطرنا وهكذا نكون، الخوف والهلع لن يغير قدرنا، بل علينا الإيمان بأننا قادرون على تجاوز الصعاب وتحدي القدر، إنه اختبار الحياة الصعب، نخوضه قبل الزلازل والحروب والأوبئة وبعدها، فما نزداد إلا تصميماً على الحياة”.
وختمت الوزارة رسالتها المفرطة بالتفاؤل بأبيات شعرية لابراهيم ناجي من قصيدته “الأطلال”: أيها الساهر تذكر العهد وتصحو، وإذا ما التأم جـرح جد بالتذكار جرح، فتعلّمْ كيـف تنســى وتعلّمْ كيف تمحو”.
ولم يكن اختيار القصيدة “اعتباطياً”، فالأطلال التي لا يزال يبكيها الناس من الجاهلية إلى اليوم، يشير المعجم إلى معناها الذي يصف “ما بقي من آثار شاخصة للمنزل بعد رحيل أصحابه”، وهي مشاهد لم تغب عن عين أي سوري منذ بدء كوارث الزلازل، وقبلها الحرب.
وطالت الوزارة انتقادات واسعة من السوريين الذين قالوا “مبارح توفى رئيس شعبة بالتربية من الخوف والهلع كيف الطفل والطالب الصغير”، “بكرا بس توقع مدرسة فوق راس الطلاب خلوا إبراهيم ناجي ينفعكم”، “صحة أطفالي بشهادات الدنيا كلها وإذا الوزارة ما رح تاخد قرار نحنا كأهل هي مسؤوليتنا”.
وعلى إثر الزلزال الأخير مساء الاثنين، توفيت طفلة بعمر 12 سنة، نتيجة الخوف والرعب، حسبما أكدت الطبابة الشرعية في طرطوس لتلفزيون الخبر، وتوجهت عشرات الحالات التي عانت من نوبات الهلع إلى مشافي اللاذقية وحلب.
واصرت الوزارة على قرارها باستئناف الدوام في المدارس بعد زلزال 6 شباط، يوم الأحد 19 الشهر الجاري الذي أضر ب599 مدرسة، وحول 129 أخرى إلى مراكز إيواء، مع تأكيد الكوادر التعليمية وأهالي الطلاب وتوثيقهم بالصور لتصدعات في المدارس وشقوق بجدرانها.
وتعاطت الوزارة عبر مديرياتها في المحافظات المنكوبة على أن ما ظهر ليس إلا مشاكل قديمة لم تكن مشاهدة قبل الزلزال، لكن في المدرسة الواحدة بات هناك صفوف وغرف مخلاة “احترازياً، بينما بقية المبنى “ازدادت تصميماُ على الحياة” على رأي إبراهيم ناجي.
لين السعدي – تلفزيون الخبر