امتهنوا الإصلاح اليدوي لنصف قرن..محل “روعة للساعات” شيوخ مهنةٍ آيلة للإنقراض بحمص
في محلهِ الكائنِ قربَ إشارة الزهراء بمدينة حمص، يجلس الساعاتي عبدالله الذي ورث مهنة الإصلاح اليدوي لمختلف أنواع الساعات عن والده منذ ما يقارب نصف قرنٍ من الزمن، ليصبح أحد شيوخ المهنة.
“سمعتنا الطيبة والحمدلله”..يبدأ عبدالله حديثه لتلفزيون الخبر عن سبب شهرة محله رغم تراجع هذه المهنة بشكل عام، سمعةٌ جعلت من اسم (روعة) أولى الوجهات التي يقصدها كل من يرغب بإصلاح ساعته اليدوية أو الجدارية.
ويضيف عبدالله لتلفزيون الخبر “يعتبر والدي من أول الذين امتهنوا هذا العمل منذ خمسين عاماً، فكان هذا المكان ولا يزال، معلمٌ تاريخي في الحي ويعرفه كل من يقطن فيه”.
“تيمناً بإسم اختي”، يوضح عبدالله سبب تسمية المحل، ويضيف :”تعلمت أختي بدورها أصول العمل ومارست المهنة لفترة من الزمن، لأستلم الأمور من بعدها بإمكانيات بسيطة جداً لا يدخلها أي عامل تكنولوجي”.
ببعض المفكات والملاقط والأدوات اليدوية، ورث عبدالله عن والده تقنيات وتفاصيل العمل، واستمر بالقيام به رغم التقدم التكنلوجي الكبير الذي حول من الساعات اليدوية آخر الوسائل المساعدة لمعرفة الوقت، كما قال.
وعن تراجع هذه المهنة، يقول عبدالله لتلفزيون الخبر “لكل عصر مميزاته، وفي هذا العصر تراجع الإقبال على التصليح اليدوي والساعات في السنوات الأخيرة بشكل عام، حيث بات الجوال المصدر الأساسي لمعرفة الوقت”.
واضعاً مكبراً في إحدى عينيه ليفحص ساعة معطلة أمامه، يكمل عبدالله” أصبحت الساعة الآن نوع من الزينة والإكسسوارات عند الغالبية العظمى من السكان، والأمر ذاته بالنسبة لساعات الحائط”.
“أسعارنا بنور الله” يتابع عبدالله في حديثه لتلفزيون الخبر عن تكلفة إصلاح الساعات في محله، حيث تتراوح بين 1000 و3000 ليرة وأحيانا ً 500 ليرة حسب العطل، كما نحرص على تلبية كل طلبات زبائننا قدر المستطاع”.
ويختم عبدالله لتلفزيون الخبر “أحب هذه المهنة كثيرا ً وأرغب بالإستمرار بها لوقت طويل، لأن الساعات باتت جزءاً اساسياً في حياتي وخصوصاً أنني تعلمتها من والدي الذي يعتبر من شيوخ هذا الكار”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص