ريم حنا: معايير السوق تتحكم بالدراما.. وهكذا ولد “ذكريات الزمن القادم”
قالت الكاتبة ريم حنا لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر “المدينة اف ام” وتلفزيون الخبر إن “معايير السوق الآن تتحكم بالأعمال الدرامية، إذ أن الشركات أصبحت تطلب الكتابة لشخصيات معينة لديهم شهرة ومتابعة و مطلوبين في الدراما سيّما الدراما العربية”.
وذكرت “حنا” أن ” اختيار النجوم لا يختلف مع اختيارها للنص وفق معاييرها وأسلوبها، لكن يجدها المشاهد السوري غير واقعية وبعيدة عنه، رغم لا يوجد شيء يعرض غير واقعي”، ذاكرة أن “الاحتراف بالكتابة يشكل 50% من نجاح العمل، وهو أساس الحركة الفنية”.
وأشارت “حنا” إلى أنّه “يمكن الاستغناء عن الكاتب السوري حالياً، من خلال استيراد أفكار وقصص الأعمال الأخرى، اختصاراً للتكاليف، معتبرة أنّه “رغم نجاح (ستليتو) و(عروس بيروت)، إلّا أن المشاهد لا يزال يفضل الأفكار المحلية والواقعية”.
وأضافت “حنا” أنه “المخرج الراحل حاتم علي كان أكثر إخلاصاً لنصوصها، و تفاجئت بتغيير أجزاء العديد من النصوص أثناء عرض الأعمال، دون علمها بذلك، مبدية أنها “تتقبل التعديل أو الحذف وفق الظروف التي يراها القائمون على العمل، لكن إخبارها بذلك”.
وقالت “حنا” إن “مهمة الفن أن يقف إلى جانب المشاهد بعرض قضاياه وآلامه ويشعره أنه ليس لوحده، معتبرة أن ذلك سبب نجاح مسلسل “الفصول الأربعة” الذي قدم الفكرة قبل القضية بشكل مباشر أو غير مباشر، والذي لا يزال يحظى بمشاهدات من الأجيال القديمة والجديدة”.
وأضافت “حنا” أنها “لم تتوقع أن يحقق العمل هذا الصدى الجماهيري الكبير، لأنه أحُدث بغرض المتعة، كاشفة أن “العرض الجريء لحلقة التبدل الهرموني عند المراهقة، وحلقة ذوي الاحتياجات الخاصة من أكثر الأفكار التي أثرت بها”.
ونفت “حنا” “نيتها كتابة جزء ثالث من الفصول الأربعة، بسبب صعوبة هذه المرحلة، وغياب مشهد العائلة القديم، مضيفة أنها” لاتكتب مرحلة لم تعيشها، بل تجسد كل آلم شعرت به، وكل كاتب يجب أن يكتب حدث لمسه أو تعرّض له”.
وذكرت “حنا” أن ” مسلسل ذكريات الزمن القادم جاء بطلب من المخرج هيثم حقي الذي طلب منها كتابة فكرة عن مجموعة فتيات يعشن في المنزل نفسه، ولكنها أضافت إلى العمل العديد من الأفكار، ورصدت التحولات الاجتماعية بدمجها مع السياسة كنظرية الشرق الأوسط الجديد التي جسدتها بشخصية مطر أبو ربيع”.
وبيّنت “حنا” أنها ” مع الإنسان بعرض آلامه ومعاناته، و لا توجد فئة لم تتأذى عاطفياً وإنسانياً، مضيفة أنها “لا تنحاز إلى المواضيع الخاصة بالمرأة فقط، حتى في اختيارها للروايات التي تقرأها دون التركيز على جنس الكاتب، مشيرة إلى أنه “يجب التركيز على إعادة بناء الحياة التي دُمرت، وعرض قضايا الجيل الحالي لأنه مهمش”.
وكشفت “حنا” أن ” أحد عيوبها أنها بطيئة ومزاجية في الكتابة، إذ استغرق منها كتابة مسلسل أحلام مؤجلة 5 سنين، رغم أنه “بداية الحظ لها والاعتراف بها ككاتبة درامية”.
وذكرت “حنا” أنّ “الدراما السورية شهدت عودة قوية وتجسدت بشكل جيد من خلال أعمال العام الماضي، منهم مسلسل كسر عضم ومسلسل على وقف التنفيذ، بالإضافة إلى عمل على قيد الحب”.
وعبرت “حنا” عن مدى فخرها بنجاح مسلسل الكاتب الذي أدى بطولته النجم باسل خياط، ودليل نجاح العمل أنه عُرض على منصة “نيتفلكس”، وحقق مشاهدات عالية، وعند تأخر عرض إحدى حلقاته، وصل تساؤل المتابعين عن توقيت عرضها إلى 145 مليون، نافية ماتم تداوله أنه “لم يحقق ماكان متوقع منه”.
وكشفت”حنا” أنها “تلقت العديد من عروض التمثيل لكنها رفضت، ومشاركتها بالتمثيل اقتصرت على مسلسل حصاد السنين مع المخرج الراحل علاء الدين كوكش”.
واعتبرت “حنا” أن ” المخرج رامي حنا أفضل مخرج لنصوصها، لأن لديه مساحة خاصة في الإخراج، مبينة أنه “ليس خليفة الراحل حاتم علي، لأن لا يوجد خليفة لأحد، ولكل مخرج مايميزه عن غيره، مضيفة أنها “في حال كتبت نص كوميدي، ستطلب من المخرج الليث حجو إخراجه”.
وختمت “حنا” بأن “مسلسل ضيعة ضايعة للكاتب ممدوح حمادة رغم رفض المحطات عرضه، إلّا أنه من أفضل الأعمال الكوميدية، كاشفة في الوقت ذاته عن إعجابها بالكاتبة يم مشهدي، التي تفردت بالحوار التي قدمته في عمل تخت شرقي وقلم حمرة”.
يذكر أنّ حنا تستكمل حالياً كتابة مسلسل عباد الشمس للمخرج رامي حنا، والذي من المتوقع أن يكون عملاً مشتركاً بين نجوم من سوريا ولبنان، دون الإعلان عن موعد عرضه.