صحيفة أميركية: الوجود الأميركي في سوريا أصبح محفوفاً بالمخاطر
نشر موقع “ناشيونال انترست” الأميركي بحثاً من معهد “ديفنس برايوراتيز” يفيد أن الوجود الأمريكي في سوريا رغم الكلفة المنخفضة إلا أنه بات يواجه مخاطر كبيرة اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وبحسب الموقع فإن “القوات الأميركية تستأنف عملياتها بعد توقف في أعقاب الهجمات التركية على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وتتجاهل المخاطر التي جعلت الوجود الأميركي المستمر في سوريا محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد”.
وتابع “أثبت قرار واشنطن دعم المتمردين السوريين في بداية الحرب الأهلية السورية أنه كارثي ومكن من صعود داعش والجماعات المسلحة الأخرى وأدت المذبحة التي أعقبت ذلك إلى مزيد من التدخل ومع هزيمة داعش أصبح التبرير الأميركي للبقاء في سوريا مشوشاً بشكل متزايد”.
وأكمل الموقع “الآن المنطق الفاسد المستخدم لتبرير تمركز القوات الأميركية في سوريا هو حماية القوات الأميركية عينها لقد استمرت دورة الاكتفاء الذاتي هذه والتي أنتجت فيها واشنطن مشكلة لكل حل لفترة طويلة بما فيه الكفاية ففي حين أن استراتيجية واشنطن ثابتة فإن الوضع ديناميكي وأكثر خطورة من أي وقت مضى”.
وأردف “وجاءت الهجمات الصاروخية التركية على القوات الكردية على بعد 130 ياردة من القوات الأميركية تنظر تركيا إلى حلفاء واشنطن الأكراد على أنهم إرهابيون وقد أثار القصف الأخير في اسطنبول احتمال غزو تركي بري آخر لسوريا”.
واستكمل الموقع “إن تركيا عضو في الناتو وقد أوقفت بالفعل طلبات السويد وفنلندا في الناتو بسبب مخاوفها بشأن المسلحين الأكراد من غير المرجح أن تكسب الولايات المتحدة أي شيء من المزيد من التورط في صراع مستمر منذ السبعينيات علاوة على أنه من المرجح أن يؤدي استعداء تركيا إلى تقويض تماسك الناتو بالنظر إلى مدى جدية أنقرة في التعامل مع تهديد الإرهاب”.
وأضاف “بالمثل فإن الوجود الأميركي في سوريا تجاوز الغرض المقصود منه في الأسابيع الماضية وحدها فقد داعش للمرة الثالثة زعيمه بعد ثلاث سنوات من الهزيمة الإقليمية لداعش تم القضاء على الجماعة لدرجة أن هويات ذلك القائد وخليفته لا تزال مجهولة فلماذا يجب أن تكون واشنطن مستعدة للمخاطرة بمئاتٍ من القوات الأميركية لمحاربة عدو هو في الأساس مهدد بالانقراض؟”.
ووفق الموقع “حتى قبل الهجمات التركية الأخيرة في سوريا كان هناك الكثير من الأسباب للانسحاب تستهدف المجموعات المدعومة من إيران بانتظام القوات الأميركية داخل سوريا والعراق ولا يتعين على الولايات المتحدة قبول هذه المخاطرة”.
وأوضح الموقع “ستستمر هذه المجموعات في قتال القوات الأميركية إلى أن تغادر وعليه لا تشكل سوريا مصلحة أساسية للولايات المتحدة على النقيض من ذلك تعتبر سوريا حاسمة بالنسبة لإيران كما وهي جزء من شبكة الردع الإيرانية ومرتبطة دينياً بالمؤسسة الشيعية في إيران لذا في حين أن الولايات المتحدة هي اللاعب الأكبر فإن إيران مستعدة للمخاطرة أكثر بكثير للحفاظ على نفوذها في سوريا”.
وأشار الموقع إلى أن “هذا يعني دعم الهجمات المحفوفة بالمخاطر على القوات الأميركية من أجل الضغط من اجل تحقيق الانسحاب الأميركي”.
ونوه الموقع إلى أن “احتلال سوريا يبدو منخفض التكلفة لكنه ليس كذلك لا تؤثر التكلفة المنخفضة في خطر التصعيد مع إيران والذي قد يكون مدمرًا بالنسبة للقوات الأميركية في كافة أنحاء الخليج فمن المحتمل أن يقع عشرات الآلاف من القوات الأميركية في العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر في مرمى المسّيرات الإيرانية والصواريخ الباليستية”.
وختم الموقع “تواصل واشنطن هدر الدماء والثروات على صراع لا ينتهي عطل حياة ملايين المدنيين كما وأن حصيلة التدخل المضلل في سوريا تتجاوز ساحة المعركة حان الوقت لواشنطن لإنهاء هذا الحزن وإعادة قواتها إلى الوطن من سوريا”.
يذكر أن قوات الاحتلال الأميركي تحتل أجزاء من شمال شرق سوريا وتسرق خيرات البلاد وتهجر المدنيين وتقتلهم وتبني قواعد عسكرية وكل ذلك بمساعدة ميليشيات تابعة لها وبشكل يخالف جميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية عدا عن فرصها حصار اقتصادي كارثي على السوريين.
تلفزيون الخبر