محاولاً إيقاف الزمن بطريقته..”حبيب خزام” عاشق التراثيات ومبدع الصدفيّات في حمص

قلقٌ عليها وهي تتناقص تدريجياً كحبببات الرمل الآخذة بالتناقص من إحدى جهتي الساعة الرملية، يخشى الرجل الستيني “حبيب خزام” اندثار التراثيات مع مرور الزمن، مع كل التقدم التكنلوجي المتزايد بشكل مستمر.

بنظرةِ الأب لابنه الصغير، يرمقُ حبيب القطع النحاسية التي أحبّ تجميعها من كل حدب وصوب، مع سعيه الدؤوب لفترة طويلة للبحث عنها أينما حلت قدماه.

أولعَ ابن مدينة حمص وعاشقها حتى خلال تهجيره خلال الحرب، بجمع التراثيات والأنتيكا التي تعود للزمن العتيق، لاسيما المصنوعة من النحاس، وكان همّه جمع تلك القطع والحفاظ عليها من ضياعها ووقوعها في يدٍ لا تعرف قيمتها.

يقول حبيب لتلفزيون الخبر “أمضيت سنوات طوال من عمري في جمع التراثيات، حتى بعد مغادرتي مجبراً لمنزلي من حي الحميدية بمدينة حمص إلى طرطوس، وبحثت عن كل الأشياء التي كاد يطويها الزمن والتقدم التكنولوجي”.

“تهجرنا من 8 سنين وما تركتن” يقول حبيب، هذه القطع الأثرية جزء من روحي وكياني، ولم تستطع مصاعب الحياة خلال سنوات الحرب من تغيير حبي لها، فهي بالنسبة لي أكثر من مجرد قطع نحاسية”.

مع لمساتٍ ناعمة على كل قطعة منها، يضيف حبيب “حتى عندما وصلنا إلى طرطوس هرباً من الحرب لم أغير مجال هوايتي التي أحببت، بل فتحت محلاً خاصاً ببيع النحاسيات كما شاركت بعدة معارض دون أن أنسى ذكر حمص فيها”.

ويتابع “أبحث عن السيوف والصواني والتماثيل والهدايا وكل ما يتعلق بالنحاسيات، حيث أشتري بعضها (لقطات) والبعض الآخر ادفع ثمنه مبلغاً غير قليل، دون أن أنسى كل ما سرق من منزلي خلال الحرب حيث اعتبرها خسارة روحية أكثر كما هي مادية”.

ويتحدث حبيب لتلفزيون الخبر عن إحدى المواهب التي اكتسبها لاحقاً في طرطوس قائلا “كان والدي رحمه الله نحاتاً، فتعلمت منه بعض الأشياء المتعلقة بالحجر لكن بطريقتي الخاصة، حيث توجهت الى البحر وجمعت الصدف البحرية لأصمم فيها اللوحات”.

ويتابع حبيب لتلفزيون الخبر “استفدت من أوقات الفراغ خلال تواجدي في المحل، وصممت أكثر من 200 لوحة من الصدف والأحجار الأخرى التي نالت إعجاب كل من رآها”.

ويوجه حبيب رسالته الخاصة من خلال عمله، وختم لتلفزيون الخبر “يعاني هذا المجال من من صعوبات كثيرة وإهمال غريب، حيث يحتاج التراث لمزيد من دعم المحافظين عليه ودعم المواهب المحبة له لأن تراثنا هو ذاكرتنا الحية التي يجب ألا تموت”.

عمار ابراهيم _ تلفزيون الخبر _ حمص