العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

على أنغام أم كلثوم..سنواتٌ طوالٌ حوّلت أبو أحمد إلى “شيخ الكار” ببيع الفول في حمص

“أعطني حريتي أطلق يديّا..إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ”، يعلو صوت أمّ كلثوم بأحد أشهر أغانيها عبر مكبّرِ صوتٍ متنقل، خصّصه أبو أحمد لجذب الزبائن الراغبين بتذوق الفول أو كأس من المرَقةِ الساخنة مع الحمض والكمون.

“يا فؤادي لا تسل أين الهوى ..كان صرحاً من خيالٍ فهوى”، يغنيها أبو أحمد بصوت خافت، بينما ينهمك برد التحيات وتلبية الطلبات المنهمرة عليه عند تقاطع إشارة الزهراء بمدينة حمص، فهو (شيخ الكار) كما مدحه كل زبائنه.

تحت ألوان (اللدّات)، ممسكاً بصحن الفول في يده بينما ينثر الكمون والملح حسب الطلب، يتحدث الرجل الخمسيني لتلفزيون الخبر ، عن عمله الذي بات جزءاً من حياته اليومية لأكثر من 6 سنوات.

hdf

“ما خطرت على بالي ولا يوم هالشغلة”، يقول أبو احمد لتلفزيون الخبر، فقد كنت أعمل في مجال التمديدات الصحية وتوابعها منذ زمنٍ بعيد، إلا أنني تعرضت لعدة إصابات منعتني من متابعة العمل فيها”.

ويضيف الرجل الذي يقضي أغلب وقته واقفاً وراء عربته، “بعد إصابتي الجسدية، قررت العمل ببيع الفول على هذه العربة قرب إشارة الزهراء، حيث أن حركة المارة كثيفة مع وجود للركاب المتوجهين إلى الكراجات والسكان الخارجين للمشي والتسوق من أحياء الزهراء”.

mde

“خود هادا الصحن بابا… عالطاولة التانية”، يستمر الحديث مع أبو أحمد متقطعاً نتيجة الطلبات التي لم تهدأ ولم يهدأ معها ابنه من توصيل الصحون للشبان على الطاولات المتوزعة قرب العربة”.

mde

وبقناعةٍ تامة بدَت على وجهه، يقبّل كف يده ويضعها على جبينه، “الحمدالله مستورة” يحكي أبو أحمد عن الوضع الإقتصادي الراهن، قائلاً “الغلاء كبير والأزمة تمر على الجميع بشكل خانق، وما علينا إلا الصبر والعمل لأكل لقمتنا بالحلال”.

ويكمل لتلفزيون الخبر أن “المواد الأساسية ارتفعت أسعارها بشكل جنوني ولم يعد الطلب على صحن الفول كما في السابق، مع تضاعف أسعار الفول والكمون والملح والغاز وغيرها من أساسيات المهنة”.

dav

وعن أسعاره، يؤكد أبو أحمد أن “التسعيرة شبه موحدة بين جميع البائعين مع حساب التكلفة الذي نتكبدها، حيث أتقاضى 2500 ليرة أو 3000 حسب حجم الصحن المتفاوت المطلوب من الزبائن”.

“عمي أبو أحمد دخيلك صحنين عالسريع”، ليعود وينهض بعد دقيقتين لتلبية طلب آخر من شابين قدِما على وجه السرعة لملء بطونهم قبل موعد وصل الكهرباء، ليكون طلبهما قد وصل أمامهما بلمح البصر وحتى قبل أن يجلسا”.

mde

ويشير أبو أحمد لأهمية الدراسة التي تمثل بالنسبة له أولوية قصوى، وذلك بعد السؤال عن عمل ابنه بجانبه، مضيفاً “الدراسة خط أحمر إلا أن ابني يحب مساعدتي طواعية ولا أمنعه من ذلك خلال أيام العطل”.

“إيه بدها صبر” يختم أبو أحمد حديثه لتلفزيون الخبر، ويبدأ بالغناء مع أم كلثوم مجدداً متقاطعاً صوتها مع أصوات محركات السيارات وألوان اللدات وبخار الفول المسلوق، وغيومٍ تكاد تسقط ما في جعبتها من أمطارٍ على عربة “شيخ الكار” قرب إشارة الزهراء.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى