بالذكرى ال41 لقرار “الضم”.. ستبقى كلمة الجولان سوري مخرزاً في عين العدو
أطلق أهالي الجولان السوري المحتل بياناً في ذكرى مرور 40 عاماً على اصدار كيان الاحتلال قراراً ب”ضم” الجولان إلى الاراضيةالتي يحتلها وتطبيق قوانينه عليه.
وأكد الأهالي بحسب “سانا” أن “كلمة أبناء الجولان كانت أقوى من قرار الاحتلال فالجولان لا يضم بجرة قلم.. الجولان تاريخ شعب قدم مئات الشهداء ضد الاحتلال من عثماني وفرنسي و”إسرائيلي” وبدماء شهدائه تكتب هوية الجولان التي أكد أبناؤه أنها لن تكون إلا عربية سورية”.
وأكمل الأهالي “مخططات الاحتلال ضد أهلنا في الجولان المحتل لم تتوقف منذ احتلاله والهدف منها تهجير الأهالي من أرضهم وبيوتهم والقضاء على الزراعة التي تعد عماد اقتصاد الجولان ورمز وجود أهله على أرضهم ومحاولات الاحتلال اليوم ستفشل كسابقاتها وسيبقى أهل الجولان صامدين وموحدين وأكثر إيمان بالحرية”.
أصل الحكاية..
بدأت الحكاية في صبيحة 14 كانون الأول 1981 حين اتخذ العدو قراراً ب”ضم” الجولان وتطبيق قانونه عليه مخالفاً بذلك جميع الأعراف الدولية.
وشهد قرار الاحتلال رفضاً دولياً واسعاً حيث أصدر مجلس الأمن القرار رقم /497/ الذي يعتبر قرار “الضم” لاغياً وباطلاً من الناحية القانونية وطالب الاحتلال بإلغائه .
وحتى الولايات المتحدة أعلنت بعض المواقف “الشكلية” الرافضة للقرار إلا أنها على المقلب الأخر عرقلت قراراً أممياً بفرض عقوبات على الكيان جراء القرار.
ردة فعل الجولانيين
رفض أهالي الجولان قرار “الضم” مطلقين انتفاضة شعبية في شباط 1982 ضد خطط الاحتلال الرامية “لأسرلة” الجولان وفرض الهوية الصهيونية وسن التجنيد الاجباري على السوريين في صفوف جيش الاحتلال.
حيث قام أهالي الجولان بتمزيق وحرق هوية العدو ورميها تحت الأقدام وعقب ستة أشهر من الانتفاضة أجبرت سلطات العدو على التراجع عن فرض الجنسية وألغى العدو أيضاً بعد الانتفاضة التجنيد الإجباري بالإضافة لإطلاق سراح كل المعتقلين السوريين وإعادتهم إلى ديارهم دون شروط.
العدو وحلفائه يستغلون الحرب دون جدوى
وسط الحرب الحالية على سوريا أفشل أهالي الجولان مخططاً صهيونياً لكسر صمودهم وإخضاعهم في تشرين الأول 2018 عبر محاولة الاحتلال فرض انتخابات مجالس محلية على قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا إلا أن هذه المحاولات لاقت مصير سابقاتها بسبب صمود الأهالي وتمسكهم بأرضهم.
وأعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في 25 أذار 2019 اعتراف أميركا أحادي الجانب بسيادة الاحتلال على الجولان السوري المحتل في خطوة مخالفة لجميع القرارات والشرائع الدولية، حيث لاقى قرار ترامب معارضة عالمية ورفض دولي لهذه الخطوة.
واستمر الجولانيون في نضالهم ضد قرارات الاحتلال حيث أعلنوا مطلع كانون الأول 2020 إضراباً عاماً يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم وجاء هذا الإضراب رفضاً لمحاولة الاحتلال تركيب “توربينات” هوائية على أراضيهم مؤكدين أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا.
وفي منتصف تشرين الثاني 2021 صوت ممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على قرار يؤكد سيادة سوريا على مرتفعات الجولان المحتلة إلا أن هذه القرارات تبقى حبراً على ورق نتيجة المحاباة الدولية لكيان الاحتلال.
وأعلنت حكومة الاحتلال في 2021 عزمها تقديم مخطط لبناء مستوطنتين جديدتين في هضبة الجولان السوري المحتل لزيادة عدد المستوطنين في هذه المنطقة حتى العام 2025.
لكن هذه القرارات دوماً ما كانت تلقى جواباً واحداً لدى أهالي الجولان وهو أن الجولان سوري وسيبقى مهما طال الزمن وصدرت القرارات واستحدثت الإجراءات.
وطالبت سوريا قيادةً وشعباً الجمعية العامة للأمم المتحدة بتطبيق قراراتها القاضية بانسحاب الاحتلال من كامل الجولان لاسيما أحدث قراراتها بهذا الشأن الصادرة في 30 تشرين الثاني 2022 وفي 12 كانون الأول الجاري.
يشار إلى أن الاحتلال مارس على الجولانيين أبشع السياسات التعسفية من تدمير للبيوت وإقامة مستوطنات عليها وفرض مناهج صهيونية بدلاً من السورية ومصادرة أراضي المواطنين الغائبين في محاولة منه لأن يُرضخهم لسياساته دون جدوى.
يذكر أن أهالي الجولان لم يوفروا فرصة لتأكيد موقفهم بأنهم جزء لا يتجزأ من سوريا بل لم يتوقف أهالي الجولان عن مناصرة قضايا التحرر العربية والعالمية خصوصاً في فلسطين التي يراها السوريون عموماً وأهالي الجولان بشكل خاص رفيقة درب المقاو مة والمصير المشترك.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر