ازدحامات خانقة مع صباح الاثنين.. ماذا قدّمت عطلة يوم الأحد للسوريين؟
شهدت سوريا صباح الاثنين ازدحامات وأزمة مواصلات خانقة في مختلف المحافظات، الأمر الذي تصدّر منصات التواصل الاجتماعي، في ظلّ غياب لوسائل النقل العامة، بحسب شكاوى، ما عطّل أعمال المواطنين، ووصول الطلاب إلى جامعاتهم، بعد يوم عطلة أطلق عليه سوريون اسم عطلة “المشتقات النفطية”.
وعاشت محافظات دمشق، اللاذقية، طرطوس، حمص، وغيرها الكثير، أزمة مواصلات غير مسبوقة بحسب شكاوى ومشاهدات رصدها تلفزيون الخبر، ليثير المشهد المسيطر تساؤلاً مشروعاً لدى كثيرين حول ماذا قدّمت عطلة يوم الأحد للسوريين؟
ماذا عن مخصصات وسائل النقل العامة في طرطوس؟
بهذا الشأن، أفاد عضو المكتب التنفيدي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة طرطوس، آصف حسن، لتلفزيون الخبر، أنه: “حصلت وسائل النقل العامة على مخصصاتها من المحروقات الاثنين، بتخفيض 30% فقط عن الكمية الإجمالية، علماً أنها ذات نسبة التخفيض التي طرأت منذ بداية أزمة المحروقات الأخيرة، ولم يطرأ أي تخفيض جديد أو إضافي على المخصصات”.
وحول الإجراءات المتخذة للتخفيف من أزمة المواصلات، أجاب “حسن”: “تم السماح للسرافيس العاملة على خطوط القرى بالدخول إلى المدينة، للتخفيف من الازدحامات الحاصلة ومعاناة المواطنين، وهناك 17 باص نقل داخلي لتخديم ونقل المواطنين داخل مدينة طرطوس”، مشيراً إلى أنه من الصعب تخديم خطوط القرى بباصات النقل الداخلي.
إلى حمص..
حاول تلفزيون الخبر التواصل مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة حمص، عمار داغستاني، لأكثر من مرة، للوقوف على واقع مخصصات المحروقات الممنوحة لوسائل النقل العامة ليوم الاثنين، وأزمة المواصلات الخانقة التي شهدتها المحافظة ريفاً ومدينة، ولم نلقَ أي استجابة، بالرغم من إرسال رسالة تعريفية بهوية المتصل.
في اللاذقية..
وورد عذر “الاجتماع” مبرراً عند محاولة تلفزيون الخبر التواصل مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في اللاذقية، دريد مرتكوش، لمعرفة واقع مخصصات وسائل النقل العامة من المحروقات ليوم الاثنين، علماً أنه سبق وخفضت المحافظة المخصصات بمعدل 50% وفقاً لقرار لجنة المحروقات المصغرة في اللاذقية.
ماذا عن دور القطارات في تخفيف الأزمة الحاصلة؟
من جهته، قال مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، مضر الأعرج، لتلفزيون الخبر، أن: “المؤسسة تسير 6 رحلات يومية بين طرطوس واللاذقية، 3 ذهاباً و 3 إياباً، وعند الحاجة والضغط الكبير نقوم بتسيير رحلات إضافية استثنائية ضمن الإمكانيات المُتاحة”.
وطمأن “الأعرج” المواطنين بأن “المؤسسة على أتم الاستعداد والجاهزية لأداء واجبها في ظل الأزمة الحاصلة”، مبيناً أنه “يتم استيعاب أكبر عدد من الركاب لتأمين المواطنين، ولو اضطروا لتأجيل مواعيد الانطلاق قليلاً أحياناً، وتركيب عربات إضافية، وصلت مؤخراً ل 10 عربات بطاقة استيعابية إجمالية 1000 راكب للرحلة”.
وذكر “الأعرج” أن “المؤسسة ستكون مستعدة للازدحام المتوقع نهاية الأسبوع الجاري، وخاصةً من اللاذقية باتجاه طرطوس، وستعمل ضمن الإمكانيات المتاحة لتأمين الركاب”.
ويشتكي مواطنون من غيابٍ شبه تام لوسائل النقل العامة (السرافيس)، وخاصةً على الخطوط بين القرى والمدن، مُتسائلين عبر عشرات الرسائل التي تصل بريد التلفزيون “مخصصات المحروقات انخفضت ما ألغيت، وين اختفوا السرافيس؟”، وتقول لينا (طالبة جامعية): “يعني الـGPS بيزعل وبيعطّل نهائياً عند تخفيض الكميات؟!”، بحسب ما ذكرته لتلفزيون الخبر.
وأصدرت رئاسة مجلس الوزراء بلاغاً “بعد مداولات”، بتعطيل الجهات العامة يومي (الأحد الموافق لـ11 كانون الأول الجاري والأحد 18 الشهر الجاري)، نظراً “للظروف التي يشهدها سوق المشتقات النفطية بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وبسبب الظروف التي أخّرت وصول توريدات النفط والمشتقات النفطية”.
الجدير ذكره أن واقع المواصلات دفع العديد من المواطنين للمطالبة بإصدار قرار بتعطيل العمل وتأجيل الامتحانات العملية في الجامعات السورية حتى توفير المحروقات، بعد أن عجز الموظفون والطلاب عن إيجاد وسيلة نقل تقلهم إلّا بدفع مبالغ “فلكية”، وبعد عدم جدوى “عطلة حوامل الطاقة” المتمثلة بالأحدين المتتاليين من إحداث أي إنفراج يُذكر، بحسب مناشدات.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر