أبو شادي ..حالم يبيع أغاني “فؤاد غازي” و”عادل خضور” على اشرطة الكاسيت غير آبه للزمن
مجموعة من اشرطة الكاسيت لمطربي الزمن الجميل وآلة تسجيل أشرطة كاسيت قديمة مع حاسب ثابت تحيط ب”أبو شادي” في محله الواقع في حي “الزهراء” محافظة “حمص” وهو يسجل اغنية للمطرب “فؤاد غازي” على شريط كاست لاحد الزبائن.
يروي “علي يوسف” (51عاماً) الذي مازال محافظا على مهنة بيع أشرطة الكاسيت منذ عام 2000م، لتلفزيون الخبر”مرت هذه المهنة بمرحلة ذهبية ماقبل عام 2000، وبداية الالفية الثانية، حيث كانت هنالك شركات موجودة في سوق حمص وحلب مثل شهبا والفردوس وروز”.
ويكمل صاحب المحل الوحيد لاشرطة الكاسيت في الحي:” كان سعر الشريط في المرحلة الذهبية 25 ليرة سورية والنسخ على شريط قديم 15 ليرة كما أنه كان يوجد مايسمى استعارة ب 10 ليرات واصلاح الشريط ب5 ليرات ولم يكن يوجد منزل دون مسجلة تختلف حسب احجامها ومكبراتها الصوتية “.
ويشرح “ابو شادي” حول ألية نسخ الاشرطة سابقا” نضع مسجلة للاغاني المراد نسخها موصولة بها مسجلة اخرى تحتها للاشرطة الفارغة ثم نقوم بالنسخ مع اختيار الاغنية وتبديل الشريط”.
ويتابع “ابو شادي” وهو يتحسر على ايام الزمن الجميل “منذ بداية الازمة أصبح هنالك صعوبة في التواصل مع شركات الطباعة ثم اختفت تماما مع ظهور اقراص السيدي والدي في دي وأصبح الاعتماد على نسخ الاغاني عبر أشرطة كاسيت قديمة عن طريق الحاسوب الثابت وتكلفة شريط الكاست ٥٠٠ ليرة فقط حاليا”.
“بات الناس اليوم يشترون أشرطة الكاست للزينة كنوع من الانتيكا أو في التعزية، والبعض منهم مازال يحب الاستماع الى المسجلة وبشكل خاص الذين يعملون كسائقي تكسي” وفق صاحب الشيب الشبيه بحال المهنة هذه الايام.
ولم يترك “أبو شادي” العمل في اشرطة “الكاست” رغم استغراب كل من يدخل الى المحل، معلقاً :”(لسا عندك كاست) أسمعها كل يوم أكثر من سابقه،ولكنني أحببت هذه المهنة وعشقتها ومازلت احتفظ بادق تفاصيلها كالاسفنجة التي تستخدم للتنظيف ولن اتخلى عنها ماحييت وكل امرئ حر فيما يهوى”.
ويحافظ “ابو شادي” على العديد من اشرطة “الكاسيت” لمطربي الزمن الجميل ومطربي فترة التسعينات ويتميز ارشيفه كما أطلق عليه بأغاني (ام كلثوم -ميادة الحناوي-وردة-عبد الحليم-محمد عبد الوهاب وفؤاد غازي) و يتمنى لو يضيف له بعض الأشرطة لبعض المطربين الشعبيين القدامى ك”الزوزوري” و”صالح عبذالله” .
قاطع حديثنا الممتع مع “ابو شادي” الذي بات هذه الايام يعمل في تطبيق الاغاني على الفلاشة بالاضافة للأشرطة دخول احد زبائن المحل القدامى والذي قال لتلفزيون الخبر:”تربيت على سماع الاغاني من المسجلة ذات القرص واحس بكمية استمتاع كبيرة أثناء سماع اغنية على الربابة تصدر منها مع حوارات زجل وعتابا”
وأضاف “ذو الفقار” لتلفزيون ااخبر:” غالبا ما أضطر لتصليح المسجلة على يدي بسبب عدم وجود قطع صيانة لها، ولايمكنني الاستغناء عنها، أصبحت تقليد يومي عند الصباح حيث استمع لميكس يجمع فؤاد غازي وعادل خضور يغنون أفضل مالديهم”.
وأبدى “ذو الفقار” انزعاجه من اختفاء أشرطة “الكاسيت” لبعض المطربين القدامى وعدم وجود اي محل يحافط على هذه المهنة عدا “ابو شادي”.
يختلف الانسان في أهوائه حسب الزمن واختلاف الظروف ولكن تبقى لأشرطة الكاسيت ذكريات لن تمحى بسهولة من ذاكرة السوريين.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر