سكان المناطق المحيطة بنهر السن يشتكون تلوث مجرى النهر بفعل مخلفات معاصر الزيتون
اشتكى عدد من سكان المناطق المحيطة بنهر السن لتلفزيون الخبر من تلوث مجرى النهر نتيجة إلقاء مُخلفات معاصر الزيتون ضمن المجرى.
وقال أحد المشتكين لتلفزيون الخبر “خلال هذا العام تم رمي مخلفات معاصر الزيتون (الجفت) في نهر أبو بعرا وهو أحد روافد نهر السن ما أضر بمجرى النهر وأدى لنفوق الأسماك عدا حالة التلوث التي تلحق بمياه النهر خصوصاً وأن السن صالح للشرب”.
وأكمل المشتكي “تواصلنا مع المعنيين بمديريتي الزراعة والصرف الصحي ورؤساء البلديات لحل الموضوع لكن لا حياة لمن تنادي على الرغم من أن هناك توثيق بالصور لتلوث مجرى النهر”.
وأفاد معاون وزير الموارد المائية محمود الكعر خلال اتصال هاتفي لتلفزيون الخبر أن “هناك عدة جهات معنية بهذا الموضوع كالبيئة والمحافظة والزراعة إضافة إلينا وسنوجه الهيئة العامة للموارد المائية بالمتابعة مع مديرية الموارد باللاذقية سنتابع الموضوع مباشرةً ونتحقق من المعلومة وفي حال وجود مشكلة يصار إلى حلها وتنفيذ الضبوط اللازمة بحق المُخالفين”.
وتحدثت مدير مكتب الزيتون بوزارة الزراعة عبير جوهر لتلفزيون الخبر أن “الآليات المتبعة للتخلص من مخلفات المعاصر مضبوطة في جميع الدول تقريباً عكسنا فالتخلص من المخلقات لدينا ليس أمناً ففي المناطق الساحلية هناك تكثيف في مناطق مُحددة”.
وأردفت “جوهر” أن “هناك عدة دراسات للتخلص الآمن عبر استثمار المخلفات كي تكون مادة مفيدة وتسمى منتج ثانوي أو عن طريق الري بمياه المعاصر وهو صحيح لكن يجب أن يكون بأسلوب مناسب لا ينعكس سلباً على النباتات حتى يستفيد منه النبات”.
وأوضحت “جوهر” أن “هذه المواد ليست سامة فهي ناتجة عن ثمرة نباتية وتملك مواد عضوية وتحللها بالتربة بسيط وعند استخدامها بنسب مدروسة ونظامية تكون مفيدة على الأقل لأشجار الزيتون”.
ونوهت “جوهر” إلى أن “هناك إلزام لأصحاب المعاصر بنقل المخلفات للمناطق الحراجية والتخلص منها هناك لكن غلاء المحروقات جعلتهم يتخلصون من المخلفات بأساليب غير أمنة وهناك اجتماع قريب مع رئيس الوزراء لوضع دراسة للتخلص من مخلفات المعاصر بشكل أمن ومضبوط وفعال”.
وتحدث الخبير البيئي أحمد قره علي حول الموضوع لتلفزيون الخبر “حكماً هناك أضرار بسبب رمي (الجفت) بالنهر خصوصاً إذا تجاوز قدرة استيعاب المنظومة البيئية حيث تزاد عملية المتطلب الكيميائي للأوكسجين ما يؤدي لنقص الأوكسجين وموت الكائنات الحية في المياه إضافة لقتل الجراثيم المفيدة للمياه العذبة الذي يحول الناحية الفنية لمياه الشرب خصوصاً إذا تجاوزت حدود معينة ما يجعلها سامة في حالات معينة”.
من جهته قال الأستاذ في المعهد العالي لبحوث البئية بجامعة تشرين تميم العليا لتلفزيون لخبر أن “مياه معاصر الزيتون بشكلٍ عام تعتبر غير سامة إلا أن نفوق الأسماك والأحياء الآخرى ينتج عن احتواء مياه الجفت على مواد عضوية تؤدي لعملية الأكسدة بالتالي انتهاء الأكسجة الموجودة في المياه ونفوق الأحياء”.
يُذكر أن مشكلة تلوث مجرى نهر السن بالبقع الزيتية الناتجة عن المعاصر مشكلة قديمة جديدة بسبب تحويل مجارير الصرف الصحي إلى نهر “أبو بعرة” أحد أهم روافد النهر والتي من المفترض أن تصب في محطة المعالجة بقرية البرجان والتي لم تتم عملية تشغيلها حتّى نشر هذا التقرير.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر