المصارف اللبنانية تغلق أبوابها بعد موجة اقتحامات غير مسبوقة
قررت البنوك اللبنانية، الجمعة، إغلاق أبوابها، بعد موجة من هجمات المودعين الراغبين في انتزاع مدخراتهم.
وقال مصرفيان لوكالة “رويترز” للأنباء إن البنوك اللبنانية ستغلق أبوابها لثلاثة أيام الأسبوع المقبل، بسبب مخاوف أمنية وسط زيادة في هجمات المودعين.
وأوضح عضو جمعية المصارف، تنال صباح، أن اجتماعاً طارئاً عقد على خلفية الاقتحامات التي تشهدها المصارف من قبل المودعين، مضيفاً أن المصارف لن تفتح أبوابها الاثنين، فيما لم يحدد بعد بشكلٍ حاسم المدة الزمنية التي قد تبقى فيها المصارف مغلقة.
وشهد لبنان، الجمعة، اقتحام لـ5 مصارف على الأقل، في أماكن مختلفة من البلاد، وسط أنباء عن هجمات أخرى متعددة.
ففي الغازية جنوب البلاد، اقتحم رجل يحمل سلاحاً بنك “بيبلوس” وسكب بنزين بداخل الفرع مهدداً بإحراقه، حيث كان يسعى للحصول على مدخراته المجمدة، وحصل الرجل على نحو 19 ألف دولار، أعطاها لأحد الأشخاص، ثم سلّم نفسه للقوات الأمنية.
وفي حادثة مماثلة ثانية بعدها بساعات، احتجز رجل مسلح آخر رهائن داخل بنك لبنان والمهجر (بلوم) فرع الطريق الجديدة بالعاصمة بيروت، حيث كان يهدف أيضاً للحصول على أمواله.
وشهد بنك لبنان والخليج بمنطقة الرمال البيضاء، اقتحاماً من مودع يحمل سلاحاً، ويطالب باسترداد أمواله التي تبلغ 50 ألف دولار، كما شهد كل من بنك فرنسا في بيروت، وبنك عودة في الضاحية الجنوبية حوادث مماثلة، بحسب جمعية المودعين اللبنانيين وشهود عيان.
وتأتي حوادث، الجمعة، بعد اقتحامين مماثلين، الأربعاء، جاءت لذات الدوافع، ويرى مراقبون أن هذه الحوادث ستكون متكررة خلال الفترة المقبلة حتى تصبح روتينية وسط انهيار اقتصادي وصف على أنه الأسوأ.
وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيوداً مشددة على سحب الودائع المصرفية تزايدت شيئاً فشيئاً، حتى أصبح شبه مستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصاً تلك المودعة بالدولار الأمريكي، مع تراجع قيمة الليرة أكثر من 90 % أمام الدولار.
وصنّف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
تلفزيون الخبر