وزارة الصحة تقر أخيراً بوجود الكوليرا في حلب
أقرت وزارة الصحة عبر بيان استجابة نشره مكتبها الإعلامي عبر “فيسبوك” بتوثيق حالات إصابة إيجابية بمرض “الكوليرا” في محافظة حلب بعد أيام طويلة كان التعتيم الإعلامي حول حقيقة الواقعة “سيد الموقف”.
وورد في بيان “الوزارة”: “في إطار العمل المستمر لفرق التقصي الوبائي التابعة لوزارة الصحة، رصدت الوزارة حالة اشتباه “كوليرا” في محافظة حلب لطفل 9 سنوات وكانت الأعراض إسهال حاد مترافق بإقياء متكرر”.
وبيّنت “الوزارة” أنه: “تمت الاستجابة اللحظية للحالة من خلال قبول الطفل في المشفى، وأخذ عينة برازية وإرسالها إلى مديرية مخابر الصحة العامة لإجراء التحليل اللازم فجاءت النتيجة إيجابية أي الطفل مصاب بالكوليرا”.
وتابعت “الوزارة”: “تمّ تخريج الطفل بعد 6 أيام بحالة صحية عامة طبيعية ومستقرة بعد إعطائه العلاج اللازم، والتأكيد على تكثيف الترصد الوبائي لأي حالة في المشافي وتقصي المخالطين”.
وذكرت “الوزارة” أنه: “تم تخصيص غرف عزل خاصة بالحالات المشتبهة وتطهير المرافق الخاصة بالمريض، وبالتعاون مع الجهات المعنية تم قطف عينات من الصرف الصحي وشبكة المياه لا سيما من منطقة سكن المصاب وتشديد الرقابة على سلامة المياه وكلورتها، وإعطاء العلاج الوقائي للمخالطين”.
وأضافت “الوزارة”: “في الفترة ذاتها سجّلت قبولات في بعض المشافي في محافظة حلب، وزيادة في أعداد المراجعين بشكاية اضطرابات هضمية وبعد إجراء التحليل لعدد من الحالات المشتبهة جاءت بعض النتائج إيجابية فتم على الفور اتخاذ الاجراءات المناسبة العلاجية والوقائية”.
وأوضحت “الوزارة” أن: “حصيلة العينات والتحاليل التي ثبتت إيجابتها 15 حالة إيجابية مريض قيد العلاج في المشفى، و 1 عينة إيجابية صرف صحي، و 1 عينة إيجابية من معمل لصنع مكعبات الثلج تمّ إغلاقه على الفور”.
وأكّدت وزارة الصحة أنها تقوم على مدار الساعة بالترصد الوبائي للمرض، مع التنويه أن العلاج متوفّر بكافة أشكاله، وتعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن.
ودعت الوزارة المواطنين لأهمية اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة مثل غسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخضار بشكلٍ جيد، طهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته، إضافةً إلى أهمية طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة البكتيرية.
يُشار إلى أن “الكوليرا” مرض ناجم عن إصابة بكتيرية يمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و 5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة، وتصيب الأطفال والبالغين على حد سواء.
ويبدي المصابون بعدوى “الكوليرا” أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك دون علاج.
وكان تلفزيون الخبر نشر تحقيقاً بتاريخ 8 أيلول الجاري، بعنوان “الكوليرا في حلب بين الوقائع والتعتيم.. فما هي الحقيقة؟”.
وكشفت مصادر طبية مطّلعة (فضلت عدم الكشف عن هويتها) لتلفزيون الخبر خلال التحقيق المذكور أنه تم إجراء اختبار فحص الكوليرا السريع، على براز المرضى، وكانت نتيجته “إيجابية”. وتم أيضاً إجراء اختبارات الزرع والـ PCR اللازمة، والنتائج أكدت وجود الإصابات بالكوليرا.
تلفزيون الخبر