هل تحول “البيغو لايف” إلى منصة للدعارة في سوريا؟
انتشر التطبيق الإلكتروني “بيغولايف ” بشكل لافت،مؤخراً، بين أوساط الشباب السوري، مثيراً “الجدل”، و”الريبة”، وفق استطلاع للرأي أجراه تلفزيون الخبر .
ما هو :البيغو لايف”؟
تطبيق “البيغو لايف” هو برنامج يعتمد على البث الحواري المباشر بشكل دائم، عن طريق مشاركة الأوقات الحيّة مع المتابعين، وهذا التطبيق يتبع لشركة سنغافورية تسمى “بيغو” ومن تطبيقاتها المماثلة “الآيمو” و”لايكي”.
تم البدء بالعمل في هذا التطبيق منذ عام 2016، وانتشر في عدّة بلدان خاصة البلدان العربية ومنها مصر،؟ حيث طالب نوّاب مصريون في العام المنصرم 2021 بحجبه.
وأثار التطبيق تباينات في الرأي العام العربي، ويحقق حالياً قاعدة اجتماعية له بين أوساط الشباب في سوريا.
كيف يعمل “البيغو لايف”؟
يشرح الناشط في مجال عمل هذا البرنامج الشاب ماهر (اسم مستعار) لتلفزيون الخبر: “تطبيق “البيغو لايف” في سوريا موصول بشركة لبنانية، وهذه الشركة لها وكلاء لها في سوريا”.
ويتابع “ماهر”: “هذه الشركة لها وكيل في طرطوس واللاذقية بالإضافة لوكيل في دمشق”.
ويضيف “ماهر”: ” يعتمد هذا البرنامج على جمع “نقاط ربح”، ومهمة الوكيل أن يقوم بتحويل النقاط إلى أموال، ويتم دفع الأموال في طرطوس واللاذقية “كاش”، وفي باقي المحافظات يتم التحويل عن طريق شركة حوالات محلية شهيرة” .
ويكمل الناشط: “بالنسبة لتجميع “نقاط الربح” فبمجرد تسجيلك في هذا التطبيق ومتابعة فيديوهات البث المباشر يتم منحك نقاط، ومع الزمن يتم تجميع هذه النقاط لتتحوّل لهدايا”.
“مذيعات برسم العرض” و”الجمال” أساسي
يتابع “ماهر” :” أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بالبث خاصة الصبايا يطلق عليهم مسمّى “مذيعات” حيث تقوم بمراسلة البرنامج وترسل له إخطار باسمها وعمرها ورغبتها بأن تصبح مذيعة”.
ويضيف الناشط: “يوافق الوكيل في البرنامج على طلب الفتاة، ويحدد لها ساعات للبث، مثلاً ساعتين الصبح وساعتين مساءً، وعلى هذا الأساس يبدأ البث وما يسمّى التحدّيات وطبعا مستوى الجمال يلعب دور هام”.
ويكمل “ماهر”: “يتم انشاء تكتّلات داخل البرنامج تحت مسمّى العائلة، فعند خروج إحدى الفتيات للبث يدعمها “غروبها” أو ما يسمى “عائلتها” بالنقاط والهدايا، وكل 150 نقطة تتحوّل لهدية.وكل 500 نقطة قد تتحوّل ل رموز بعدّة مسميات مثل “ماسة” و”دراغون” وكل رمز يصرف مالياً بحسب ثمنه”.
خليجيون على الخط ..
يتابع الناشط: “بالنسبة للمواطن الخليجي مثلاً الذي يدخل للدردشة مع السوريات، فهو يقوم بشحن حسابه “محفظته” بالهدايا ليقدمها لمن تقوم بالبث المباشر، ويتم شحن محفظته من ما يسمى متجر “البيغو لايف”، وبهذه الهدايا “المدفوعة” يتم الاستجرار إلى مايسمّى البث المباشر الخاص والطلبات المريبة”.
وينوّه “ماهر”: “هذه الهدايا “الرموز” كلٍّ منها له سعر، فرمز “الدرع” مثلا يستبدل ب ٢٥٠ ألف ليرة سورية، هذا غير أسعار الرموز الأخرى مثل “الماسة” و”اليخت” و”الدراغون” بحيث أن كل رمز ويوازيه مبلغ معيّن يصرف على أساسه”.
ويقول “ماهر”: “يدرج في هذا البرنامج ما يسمّى “التحدّيات” مثلا بين فتاتين، والتي تربح التحدّي تشترط على الخاسرة إجراءات اذا لم تنفذها الخاسرة قد تفقد كامل محفظتها”.
ويختم “ماهر”: “لن أحكم على الموضوع برمّته بشكل سوداوي، فهنالك بعض النقاشات التي تجري دون تحدّيات، وجائز أن تكون نقاشات حضارية وثقافية وللعلم حتى هذه يتم كسب المال عن طريقها بواسطة نقاط الربح ولكن هذا النمط من الحوارات قليل ونادر”.
“مذيعة” تروي تجربتها لتلفزيون الخبر
تروي رؤى (اسم مستعار) التي عملت ك “مذيعة” في “البيغو لايف” لتلفزيون الخبر عن بداياتها مع هذا التطبيق: “دخلت في تحدّي مع فتاة أخرى فدخل مواطن خليجي ووهبني رموز “دراغون” و”ثلاثة دروع” و”ماسة””
وتستطرد الشابة: “ظهر لاحقاً أن هذا الخليجي فعل ذلك نكاية بالفتاة الأخرى التي هي صديقته وكان على خلاف معها”.
وتضيف رؤى: “هذه العملية جعلتني أربح مليون ونصف ليرة سورية، وكل ذلك نكاية بالفتاة الأخرى التي علمت انها خسرت الكثير لأنها اختلفت مع ذاك الشخص ولم تنفّذ رغباته”.
وتتابع رؤى: ” هنالك مثلا رمز “اليخت” وهذا اليخت اذا قامت فتاة بربحه فهو يوازي ثلاث ملايين ليرة سورية، وهذا تحصل عليه غالباً من خلال الدلع والدلال على البث المباشر الخاص”.
وتنوّه “رؤى”: “الرموز التي تتحول إلى أموال تدفع جميعها من خلال الحوارات على الخاص، التي في غالبيتها يطالب فيها الشاب خاصة من جنسيات عربية مختلفة الفتاة بتصرفات ورقص وكلام إباحي وغير ذلك من الأمور”.
وتتابع الناشطة: “من خلال هذه الحوارات و”الهدايا” يتم استدراج الفتاة للوصول الى رقمها “الواتساب” وحسابها مثلا على “الفيسبوك” ومواقع التوصل الاجتماعي ليقوم باستفزازها لاحقاً بنشر فيديوهات البث الخاصة بحوارهما في “البيغو لايف” على جميع الحسابات المذكورة”.
وتختم رؤى: “الوعي ثم الوعي ثم الوعي لأن الحال هنا تعتمد على مغريات مادية قوية جداً خاصة في هذه الأيام المتعبة مادياً، والاستغلال الافتراضي “السايبر” في أعلى مستوياته مع انتشار التطبيقات “المدفوعة”.
فنانون على الخط ..
يتواجد العديد من الفنانين على تطبيق “بيغو لايف” وبعضهم يبث أكثر من مرة يوميًا، للتفاعل مع محبيهم، ما يزيدهم أرباحاً.
وظهر العديد من الفنانين السوريين كمشتركين ضمن هذا التطبيق، فمثلاً ظهر الفنان يزن السيد عدّة مرات مع شاب سوري يعلمه استعمال “البيغو لايف” وكيفية جني الأرباح منه.
وتداولت بعض الصفحات أرقام كبيرة ادعّت قيام الفنان يزن السيّد بربحها من خلال البث المباشر ضمن هذا التطبيق.
قانونياً .. لا جريمة ولا عقوبة و”الكرة في ملعب المشرع”
يؤكد المحامي والناشط رامي جلبوط لتلفزيون الخبر أن: ” لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، وطالما أنه لا يوجد نص أو قانون يعتبر استعمال مثل هذه البرامج جريمة فإذاً هي مباحة واذا لم يكن هناك دعوة مباشرة لارتكاب الفجور فلا يمكن ملاحقة المستعملين قانونياً بجرم الحض على الفجور”
ويتابع المحامي: “لا أعتقد أنه يوجد في القوانين المالية نص يحدد المطرح الضريبي للأموال التي تم ربحها من هذا النشاط ولا نص يحدد ماهيته اذا كان نشاطاً تجارياً أو لا”
ويرى جلبوط أن: “المسؤولية بالدرجة الأولى هي مسؤولية المشرع الذي يجب أن يحدد ماهية هذا العمل والمحظورات والمطرح الضريبي على الدخل وليست مسؤولية المستخدم”
بين سلعة وأخرى ..
تزدهر حالياً تطبيقات البث المباشر لأنها أضحت الطريق الأسهل لحيازة الشهرة وحيازة المال في الوقت ذاته، وهنا تختلف السلع المعروضة، حيث من جائز أن تكون السلعة هي “جماهيرية من يقوم بالبث” وجائز أن تكون السلعة “جسد”.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر