22 تموز.. يوم استهدفت الرصا.صة رأس ناجي العلي
تمر يوم 22 تموز الذكرى 35 لاستهداف رأس ناجي العلي برصا.صة لاغتي.ال ريشته وفنه الناقد للاحت.لال والفسا.د، في لندن.
ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة بمنطقة الجليل في فلسطين المح.تلة لأسرة تعمل في الزراعة، ونزح إلى لبنان بعد نكبة 1948 وعاش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
وانقطع ناجي العلي بعد المرحلة الابتدائية عن التعليم النظامي ثم سافر إلى طرابلس شمال لبنان، ونال منها شهادة ميكانيك السيارات ثم التحق بالأكاديمية اللبنانية عام 1960 ، ودرس الرسم فيها لمدة عام.
واعتقله الاحت.لال “اسرائيل” وهو صبي بسبب نشاطه المعادي للاحت.لال فكرّس معظم وقته للرسم على جدران الزنزانة، كما قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة، وكان يقوم بالفعل ذاته.
وكان للصحفي والكاتب الراحل غسان كنفاني دور في اكتشاف موهبة “العلي”، حيث شاهد رسوماته على جدران مخيم عين الحلوة، خلال زيارة للمخيم ونشر أحدها في العدد 88 من مجلة “الحرية” في 25 أيلول 1961 حيث كان هذا الامر بداية العلي للعمل في الصحف.
وهاجر “العلي” إلى الكويت في عام 1963، وعمل رساماً للكاريكاتير بمجلة “الطليعة” الكويتية، ثم انتقل بعد خمسة أعوام إلى صحيفة “السياسة” الكويتية وظل يرسم الكاريكاتير فيها حتى عام 1965عندما التحق بصحيفة “السفير” اللبنانية التي ظل بها حتى عام 1973.
وانتخب “العلي” رئيساً لرابطة الكاريكاتير العربي عام 1979، ثم عاد إلى الكويت للعمل في جريدة القبس، وظل بها مدة عامين قبل أن يتم ترحيله وينتقل إلى بريطانيا عام 1985 ويعمل في جريدة “القبس” الدولية.
رافقت جميع رسومات ناجي، شخصية الصبي “حنظلة” التي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ويرمز للفلسطيني المعذب والقوي، ورغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث لا يخشى أحدا وغير مكترث، أدار ظهره للعالم ويداه خلف ظهره.
يقول ناجي إن “حنظلة” ولد مع حرب الخامس من حزيران 1967، مؤكداً أن “حنظلة” هو بمثابة “الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية”.
وعن “حنظلة” يقول أيضاً: “ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء”.
وسُئل ناجي عن موعد رؤية وجه “حنظلة” فأجاب: “عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته”.
وقدّم ناجي شخصيات أخرى رافقت “حنظلة” من بينها شخصية المرأة الفلسطينية والتي تمثلها “فاطمة” وهي شخصية قوية وغاضبة لا تهادن، مواقفها واضحة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بعكس شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، المتردد والمستكين، وهو في النهاية رجل طيب ومسالم.
كان نقد “ناجي” الشديد والمباشر وعدم مهادنته السبب وراء إطلاق النار عليه في لندن في تموز 1987، وقبلها تلقى عدداً من التهديدات بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية، التي سخر فيها من السياسات والسياسيين في الشرق الأوسط.
بعد غيبوبة لأكثر من شهر توفي ناجي العلي في 29 آب 1987، بعد أن تلقى رصاصة في رقبته من الخلف في وضح النهار، بينما كان يترجل من سيارته إلى مكتب صحيفة “القبس” الكويتية في نايتسبريدج، حيث كان يعمل في ذلك الوقت.
ويكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي، فبعد اغتياله راجت عدة فرضيات حول الجهة التي نفذت عملية الاغتيال من بينها “الموساد” “الإسرائيلي”، وأطراف فلسطينية، أو نظام عربي أزعجته انتقادات ناجي اللاذعة.
وتقول التحقيقات البريطانية التي نشرت سابقاً أن أحد المشتبه بهم يدعى بشار سمارة كان منتسباً إلى منظمة التحرير الفلسطينية لكن في الواقع كان عميلاً لدى “الموساد الإسرائيلي”.
وتميل الفرضيات إلى أن “الموساد ” هو الذي دبر الاغ.تيال وذلك لانتماء ناجي إلى “حركة القوميين العرب” التي قامت “إسرائيل” باغ.تيال بعض قياداتها من بينهم غسان كنفاني.
ولا يزال ناجي العلي ورسوماته وحنظلته، خالداً في ذهن كل منا.صر للقضية الفلسطينية، وسل.احاً في وجه العدو.
تلفزيون الخبر