سوريون يحتالون على الكهرباء لشرب كأس ماء بارد؟
لا يمكن أن يقوى المرء على التعامل مع فصل الصيف سوى بكأس ماء بارد يُعينه على تحمل حرارة الشمس وقساوتها خصوصاً في شهر تموز الذي يتلوى معه الفرد نتيجة حراراته العالية.
وما يزيد الأمر سوءاً في بلاد مثل سوريا هو ترافق ارتفاع درجات الحرارة مع غياب شبه كُلي للكهرباء وهو ما يعني عدم وجود قدرة على استخدام المراوح أو المكيفات والأهم عدم وجود قدرة على شرب كأس ماء بارد فالمياه تبقى على حالها في البراد مع ارتفاع ساعات قطع كهرباء يومياً.
“يلي بيحميك من البرد بيحميك من الشوب” بهذه الكلمات يشرح مازن من ريف دمشق لتلفزيون الخبر طريقته في تأمين مياه باردة خلال الصيف “نضع المياه في حافظات حرارية (ترمسه) تحافظ على درجتها في البرودة لوقت معقول ما يتيح لنا القدرة على شرب كأس مياه باردة لأطول فترة ممكنة”.
بينما تتبع سلوى من حمص طريقة (غير صحيحه) لتأمين المياه الباردة حسب قولها لتلفزيون الخبر “بفتح الحنفية وبتركها مفتوحة لحتى تبرد صحيح هيك هدر وما بصير بس مافي حل إذا بدي اشربها فوراً بتطلع نار واذا بدي حطها بالبراد فالبراد على قطع الكهرباء تحول لنملية ما عاد يبرد”.
وتحدث محسن من طرطوس لتلفزيون الخبر أن “الحل الوحيد لشرب كأس ماء بارد هو شراء الثلج من المحلات على الرغم من تحميل الميزانية أعباء جديدة إلا أن كُل شيء يهون أمام لحظة الإرتواء عندما تتجاوز درجات الحرارة 40”.
ويرى أحمد من ريف حلب في حديثه مع تلفزيون الخبر أنه “لا يوجد أطيب ولا أبرد من كأس ماء مُعبئ من فخارة حيث نقوم بوضع المياه بإناء فخاري يحافظ على برودته وطعمه وهو حل قديم للحفاظ على تبريد المياه لكنه ناجع بوجه غياب الكهرباء”.
في حين تعود “أم هاشم” من اللاذقية لاستخدام التبريد عبر أكياس الخيش وتوضح لتلفزيون الخبر “بجيب كيس خيش بحط بقلبو القنينة بعدين بخلي الكيس ينبل بالمي وبتركه معلق بالهوا وهيك بيضل المي بالقنينة باردة لأن كيس الخيش المبلول وتعرضه للهواء عم يحافظ ع برودته نسبياً”.
وزادت ساعات قطع الكهرباء عن 20 ساعة في معظم المحافظات حيث بلغت على سبيل المثال لا الحصر حوالي 22 ساعة قطع في حلب (قبل العيد) واللاذقية و20 ساعة في دمشق وأكثر بريفها ويترافق ذلك مع قطع للمياه حوالي ثلي اليوم ما يعني استحالة تأمين كأس ماء بارد بالاعتماد على كهرباء البراد أو المُبردات الكهربائية.
ويمر شهر تموز كل عام و”كأنه سنة” نتيجة ارتفاع درجات الحرارة فيه بشكل كبير ما يؤثر على وضع الكهرباء ويجعل حلم المواطن يتمثل في الشعور بدقائق من البرودة مع كأس ماء مُثلج يروي ظمأه.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر