بعد مهاجمتها لعدة منازل في حلب .. أكاديمي يشرح كل شيء عن “الدبابير الحمراء” الخطيرة
تعرّضت بعض المنازل في حلب مؤخراً لهجوم من قبل “الدبابير الحمراء”، ما اضطر فوج الإطفاء للتعامل معها، وإنقاذ المستغيثين منها، فما هي هذه الدبابير؟ مخاطرها؟ والأسباب المحتملة لانتشارها أو مهاجماتها؟
بهذا الشأن، قال الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة تشرين، واختصاصي الحشرات الاقتصادية النافعة، الدكتور خليل إبراهيم مكيس، لتلفزيون الخبر، أن: “الدبابير الحمراء الشرقية موجودة في سوريا وليست مهاجرة أو قادمة من مكان آخر، كما أنها غالباً لا تهاجم الإنسان إلّا في حال قام بمهاجمتها أو الاقتراب من مداخل أعشاشها، وهي تتميّز بسلوك خاص، وتعتبر هذه الأيام ذروة انتشارها”.
وأضاف د “مكيس” أن: غالبية أفرادها من الإناث، ومن المتعارف عليه أن الإناث تهاجم بشراسة كبيرة، وتعتبر الدبابير حشرات ذكية جداً، حيث تقوم بتصميم أعشاشها على أساس عدة مداخل ومخارج، ما يؤدّي لالتفافها من جهات أخرى على العدو ومهاجمته بقوة”.
وتابع اختصاصي الحشرات : “الدبابير الحمراء تعتمد إلى حد كبير على الأماكن والمنازل المهجورة لبناء أعشاشها، والتي تقوم ببنائها بشكل عيون سداسية كالنحل تقريباً، وسميت بالحمراء نسبةً للونها الأحمر”
ووضح د “مكيس” أن: “بعض الأنقاض الموجودة في حلب والتي لم يتم ترحيلها حتى الآن تشكّل مكان استراتيجي لبناء أعشاشها”.
وحول مخاطرها، أجاب الأستاذ الجامعي:” الدبابير لاحمة وتقوم بإفراز مواد سامة عن طريق آلة اللسع، وهي أشد سمية من النحل، ويعتبر الأطفال والسيدات أكثر حساسية تجاه لسعات الدبابير، وتختلف تأثيراتها من شخص لآخر وفقاً لحساسية كل إنسان، وتفوق أضرار ومخاطر الدبابير الحمراء إيجابياتها بكثير”.
وبيّن الاختصاصي أن: “لسعاتها من الممكن أن تكون مميتة في حالة الحساسية الشديدة تجاه السم أو عند تعدد اللسعات ما يؤدّي إلى زيادة السميّة، هناك أشخاص عند أول لسعة تتعرض لها يتشكّل لديها هبوط في القلب، رعشة الشفاه، احمرار وتورّم وآلام شديدة مكان الإصابة، ما يستدعي الإسعاف الفوري لمثل هذه الحالات”.
وحول تبريرات مهاجمته للمنازل كما حصل في حلب مؤخراً، أوضح “مكيس”: “نتيجة وجود بعض المأكولات أو بقايا الطعام التالفة كبقايا اللحوم والأسماك، أو نتيجة التعرّض لأعشاشها القريبة من الأماكن السكنية ما يضطرها لدخول المنازل ومهاجمة سكانها”.
ودعا الأستاذ في كلية الزراعة إلى: “ضرورة مكافحة هذه الدبابير عندما تجتاز أعدادها حداً معيناً، فهي تعتبر من ألد أعداء نحل العسل، فوائدها البيئية قليلة، تقتصر على التغذّي على بعض أنواع الحشرات الضارة المسببة لبعض آفات النباتات والحيوانات، ناهيك عن الأذى الكبير الذي تلحقه بالإنسان حال مهاجمتها له”.
وهاجمت دبابير حمراء قاتلة سيدة حلبية في منزلها الكائن في منطقة المارتيني، قبل أيام، الأمر الذي دفعها للاستغاثة بفوج إطفاء حلب، الذي تعامل مع الدبابير بالمياه والدخان نظراً لخطورتها.
وأسف فوج الإطفاء لطريقته في التخلّص من الدبابير قائلاً: “نحن لسنا هواة قتل ولكن اضطررنا آسفين”، مؤكدين أن “لا أحد من سكان المنزل أو الجوار أصيب بأذى”.
لتعود وتقوم مجموعة من الدبابير الحمراء مجدداً بمهاجمة سيدة أخرى في منزلها الكائن بمنطقة شارع النيل بمحافظة حلب مما اضطرها أيضاً للاستغاثة بفوج الإطفاء.
يُشار إلى أن “الدبابير” تستطيع أن تلسع أكثر من مرة، بخلاف النحل، كونها تستطيع أن تسحب آلة اللسع من الجسم الملسوع باعتبارها ملساء وغير مزوّدة بالأشواك.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر