كيف يمر العيد على “مكسورات الخاطر”؟
يختلف وجه العيد المُفرح في بعض الأحيان عند بعض النساء “مكسورات الخاطر”، فيكون مؤلماً لمن خسرت أطفالها إثر حادث مفاجئ أو خلال الحرب أو في أي ظروف معينة، ويكون موجعاً أيضاً لمن ودّعتهم إلى خارج البلاد في سبيل تأمين مستقبلهم إلى أجل غير مسمّى، الأمر ما يجعل العيد باهتاً وخالياً من القيم المعنوية في كل عام.
وتحدّثت “يولا” (34 عاماً) لتلفزيون الخبر عن “حلمها الطويل بلعبة بيت بيوت وتمثيلها دور الأمومة، حيث فشل بالواقع وانتهى بالانفصال عن زوجها، وحرمانها من طفلها، الأمر الذي جعل أيام العيد لديها صعبة وانعكاساتها في غاية السلبية”.
وروت “يولا” لتلفزيون الخبر “عدم رغبتها في انتظار العيد لأنها بعيدة عن طفلها الذي يبلغ عمره 8 سنوات، فهي لا تستطيع اصطحابه إلى أي مكان ترفيهي لأنه يقطن مع والده ويمنعه من ذلك بسبب الخلافات الكبيرة بينهما”.
وقالت “ذكية (55 عاماً)”: “الموت حرمني من ابني الشاب في إحدى التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها سوريا، ومنذ تلك اللحظة العيد لا يزور منزلي، وعند قربه أصاب بالاكتئاب لعدم وجود ابني، أحاول لمسه في الأحلام وأقول له كل عام وروحك بداخلي”.
وأضافت “ذكية”: “أحلم برؤيته يشتري لباس أو حذاء جديد يجول بهما شوارع دمشق في عيد الأضحى المبارك، وفي كل مرّة اتذكّر عندما أعطيته عيدية في صغره ليلعب بها مع أصدقائه في الملاهي ويشتري الحلوى وأقراص الفلافل والبوظة”.
وقالت “كلود” (53 عاماً): “يصفني البعض في المجتمع بالأم الأنانية والتي تقف في مستقبل أبنائها لأنني رفضت سفر ابنتي إلى الخارج، هل يحق لهم الحكم على أم تنتظر ابنتها تقرع الباب في كل عيد بعد سفرها؟ لا أحد يشعر بمايدور في داخلنا من حنين وشوق”.
وقالت “كلود”: “إن لم تشعر بها فعلى الأقل احترم مشاعرها، لا نستطيع نفي مشاعر الكثيرات في الأعياد فبعضهن يحلمن باصطحاب أطفالهن وهن غير قادرات على الإنجاب، وبعضهن عازبات ينتظرن (عريس الغفلة) لينجبن أطفالاً مثلما يرون هؤلاء العائلات التي تحتفل بسعادة في كل عيد”.
يشار إلى أن 30 من حزيران الماضي كان أول أيام شهر ذي الحجة، والجمعة الثامن من تموز الجاري هو يوم عرفة، والسبت التاسع من تموز الجاري هو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر