لبنان ينتخب نوابه الأحد..عناوين عريضة للسباق الانتخابي
تصل الانتخابات النيابية اللبنانية إلى محطتها الأخيرة يوم الأحد، بإجراء المرحلة النهائية والحاسمة من التصويت، لانتخاب 128 نائبا، لبرلمان 2022.
وبعد جولتي انتخابات المغتربين والموظفين، التي انتهت الأسبوع الفائت، يصل لبنان صباح الأحد، لمحطة تصويت المقيمين في عموم المحافظات اللبنانية.
وتتنافس القوى السياسية اللبنانية على المقاعد ال128، والموزعة طائفيا، في 15 دائرة انتخابية في محافظات لبنان الخمس، الشمال، البقاع، الجبل، بيروت، والجنوب.
وتعتمد الانتخابات اللبنانية النظام النسبي في التصويت، حيث يصوت المرشح أولا لقائمة كاملة في كل دائرة انتخابية، وتحصد كل لائحة مقاعد تعادل نسبتها من بين عموم مقاعد الدائرة، نسبة الأصوات التي حصلت عليها من بين عموم الأصوات.
ويصوت الناخب لمرشح واحد فقط بعد التصويت للائحة، فيما يعرف بالصوت التفضيلي، الذي يسهم في ترتيب المرشحين في ختام التصويت، لتحديد أسماء من سيحصد حصة كل لائحة من المقاعد.
وينظر للانتخابات في مناطق الجنوب وبعلبك الهرمل، إلى أنها استفتاء شعبي، لتجديد تأكيد التفاف جماهير تلك المنطقة، حول نهج المقاومة، بالتحالف بين الحزب، وحركة أمل، وسط توقعات بفوز كبير للوائح التحالف، دون خروقات كبيرة.
وتشهد بيروت على معركتين انتخابيتين، أولاها في الدائرة الأولى، بين تحالف التيار الوطني الحر، وأبرز مرشحيه نقولا صحناوي، ولائحة القوات اللبنانية، التي ستتنافس للمرة الأولى في هذه الدائرة، مع لائحة نديم الجميل، الكتائبية.
وتخوض اللوائح في بيروت الثانية معركة خلافة سعد الحريري المنسحب من الحياة السياسية، والتي اعتاد تياره “المستقبل”، على حصد مقاعد كثيرة فيها، وبنى فيها شعبيته وزعامته.
وتحاول لوائح رئيس نادي الأنصار نبيل بدر، والوزير السابق خالد قباني المدعوم من فؤاد السنيورة، ورجل الأعمال فؤاد مخزومي، والأحباش المقربة من الحزب، ولائحة تحالف المقاومة و”التيار” جذب الشارع البيروتي، لملئ فراغ سعد الحريري وخلافته سياسيا في العاصمة.
وتحضر في العاصمة مسألة المقاطعة، التي تستهوي أنصار تيار “المستقبل”، بعد انسحاب الحريري، والتي ترى فيها السعودية خطرا على حظوظ اللوائح التي تدعمها، سواء في بيروت، “مخزومي والسنيورة”، أو في غيرها، وفرصة لحصد اللوائح المنافسة “تركة سعد الحريري”.
وتتعدد المعارك الانتخابية في جبل لبنان، فتواجه “القوات” “التيار” في عموم الدوائر، وينخرط الحزب الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط في المعركة في دوائر بعبدا، الشوف وعاليه، متحالفا مع القوات بوجه تحالف طلال أرسلان، وئام وهاب، الحركة، الحزب، والتيار الوطني الحر.
وتعتبر دوائر الجبل من الدوائر القليلة التي يتوقع فيها حصد حزب “الكتائب” لمقاعد انتخابية، مع تلاشي شعبيته وانحسارها بشكل شبه كامل، وتقوقعها في منطقة المتن، معقلها التاريخي.
وتنقسم المعركة الانتخابية في الشمال بين مواجهة بعنوان “حلم الرئاسة” في دائرة الحالمين بكرسي قصر بعبدا، في الشمال الثالثة، بين لوائح “القوات”، “التيار”، “المردة”، وتحالف ميشال معوض ومجد حرب.
وتركز اللوائح رغم تنافسها، على هدف أولي واحد، يتمثل في هزيمة لائحة “التيار” وجبران باسيل، مرشح “التيار” الرئيسي في الدائرة، واستعراض الشعبية السياسية، في بازار انتخابات الرئاسة 2022.
وتبدو المواجهة الثانية استمرارا لمعركة خلافة “الحريري”، في دوائر طرابلس، المنية، الضنية، وعكار، مع صراع بين لائحة أشرف ريفي، لوائح قدامى المستقبل مصطفى علوش ووليد البعريني ومحمد يحيى، اللائحة المدعومة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولائحة فيصل كرامي.
وتعاني “القوات” مما يعرف بنقمة تيار المستقبل وجمهوره عليها بسبب طعنها للحريري بالظهر خلال فترة احتجازه بالرياض، لذا يتوقع أن تمنى بخسارة قاسية في منطقة دوائر زحلة والبقاع الغربي، والتي يلعب فيها “الصوت الحريري” دورا هاما في نجاح عموم المرشحين، في ظل الحديث عن مقاطعة ذلك الجمهور للانتخابات.
وتشتد المعركة في زحلة بين لائحة نائب تكتل “التيار” السابق ميشال الضاهر، والحالي سليم عون، فيما يخطو المرشح حسن مراد بثقة في البقاع الغربي، بالتحالف مع المقاومة.
وتبدو الانتخابات فرصة لقياس شعبية الحركات التي أججت احتجاجات 17 تشرين الأول 2019، مع دخولها بشكل لافت على خط الترشيح في الدورة الحالية، وسط توقعات خبراء بحصاد هزيل لتلك الحركات، سببه غياب مشروعها السياسي الواضح، واستغلالهم أزمات الناس، لتمرير أهداف سياسية، أولها كان الهجوم الممنهج على المقاومة.
يذكر أن الانتخابات تأتي وسط أزمة اقتصادية خانقة، تعيشها البلاد منذ العام 2019، تضاعف معها سعر صرف الدولار منذ ذلك الوقت أكثر من 10 أضعاف، وزاد من حدتها الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، يوم 4 آب 2020.
تلفزيون الخبر