“أزمة نقل” في حلب ..ما حكاية تخفيض مخصصات المازوت؟
شهدت مدينة حلب خلال الفترة الماضية أزمة نقل لجهة السرافيس، فحالة الازدحام في مواقف الباصات يومية نتيجة قلة عدد السرافيس العاملة خصوصاً ما تُسمى “بالخطوط الطويلة”.
وينتظر الحلبي “تحت الشمس” لساعات بحثاً عن سرفيس يوصله لمنزله دون أن يدري أسباب قلة السرافيس، فتارةً يقولون له موضوع نقص مازوت أو رغبة السائقين بتعديل التعرفة، وتارةً أُخرى فكرة بيع المخصصات من قبل السائقين بالسوق السوداء أو انشغالهم بالعمل مع المدارس والمعامل.
وقال أحد سائقي المكاري بمدينة حلب لتلفزيون الخبر “منذ بداية توزيع الدفعة الأولى من المازوت المنزلي بالمدينة أي قبل 6 أشهر تم تخفيض مخصصاتنا، فالباصات 14 راكب وما دون كانت مخصصاتها 20 ليتر لكن تم تخفيضها ل15 ليتر على وعد بالعودة لما كنا عليه بعد نهاية توزيع دفعة المازوت”.
وأكمل “مازالت الكمية عبر تطبيق “وين” هي 20 ليتر لكن الكازيات لا يزودونا إلا ب15 ليتر والرسالة تصلنا بهذه الكمية كل تعبئة، ووفق كلامهم هذا قرار من المحافظة، علنا ان الكمية لا تكفي سوى لحوالي ٤ ساعات عمل يومياً بأقصى حد”.
وأردف “سعر المازوت الحر بحلب حوالي 5 ألاف ولتغطية عمل 8 ساعات نحتاج 25 ليتر يومياً على الأقل، وفي باقي المحافظات الوضع أفضل فلماذا لا يتم معاملتنا أسوة بغيرنا”.
وأوضح أن “حوالي 60% من المكاري بمدينة حلب لا تعمل بسبب ارتفاع كلفة المحروقات والصيانة وقلة الأجرة والمحافظة عقدت اجتماع مع السائقين بحضور جميع المعنيين بالمحافظة والمرور وطالبونا بتكثيف العمل”.
وختم السائق “عند السؤال عن سبب تخفيض الكمية قالوا لنا أن السائقين يبيعون المازوت والأفضل الآن تعبئته للمواطنين، كما طالبناهم بتعديل تعرفة النقل مع ارتفاع أسعار المحروقات فقالوا لنا أن التسعيرة مركزية من دمشق”.
وأفاد عضو المكتب التنفيذي لشؤون التجارة الداخلية والصناعة والاقتصاد علاء الدين المؤذن لتلفزيون الخبر “تخفيض كمية المازوت له علاقة بانخفاض كمية التوريدات للمحافظة، وهو شيء من اختصاص شركة المحروقات ولا يرتبط الأمر بتوزيع الدفعة الأولى من المازوت المنزلي”.
وحول توقف 60% من السرافيس عن العمل تحدث “المؤذن” أن “أغلب خطوط السرافيس مستمرة بالعمل ولا يوجد حالة توقف لكن يمكن أن يقع عطل على الصهاريج يؤخر وصولها أو تحدث مشكلة في التعبئة لدى كازية ما، فالخطوط بحلب موزعة على الكازيات فيؤدي ذلك لتوقف عمل بعض السرافيس لبعض الوقت، فالموضوع ليس حالة عامة”.
ونوه “المؤذن”إلى أنه “لم تصلنا شكاوى رسمية على موضوع التعرفة، كما أن التجارة الداخلية لم تتقدم بأي طلب للمحافظة حول موضوع تعديل التعرفة لخطوط السرافيس”.
وأصبحت مشكلة السرافيس مشكلة عامة في عموم البلاد من أقصاها إلى أقصاها، حيث أصبح من العجائب إيجاد سرفيس عامل بعد ساعات الصباح الأولى خصوصاً أصحاب “الخطوط الطويلة” ما يترك المواطن بين خياري الاكتواء بتسعيرة التكسي أو الانتظار لساعات.
يذكر أن الاسواق السورية شهدت حالة ارتفاع كبيرة في أسعار المازوت والبنزين دون إيجاد حلول من المعنيين، حيث وصل سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى 5 ألاف ليرة، بينما وصل سعر ليتر البنزين لحوالي 7 ألاف ما أثر على موضوع النقل من جهة، وعلى أرتفاع أسعار المواد التي تعتمد على النقل في إيصالها للمحلات من جهة أُخرى.
ويعتمد السائقين على محروقات “السوق السوداء” بشكل كبير خصوصاً خلال الفترة الأخيرة وذلك بعد تخفيض كميات التوزيع للمخصصات أو إطالة الفترة المحددة لتوزيعها ما نشط حركة السوق السوداء بشكل غير منضبط وبأسعار خيالية.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر