برقيّة مسربة و”تقاذف للمسؤوليات”.. ما حقيقة مخالفة عصير “سلس” للمواصفات القياسية ؟
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة برقية موجهة من وزارة الاقتصاد إلى وزارة الصناعة واتحاد غرف الصناعة، تتحدث عن بلاغ وصل من سفارة سوريا في قبرص يفيد بوجود مخالفة في كمية المواد الحافظة المستخدمة في أحد منتجات شركة “جود” للصناعات الغذائية، بالإضافة لمواد حافظة غير مذكورة في مكونات العصير.ط
وتواصل تلفزيون الخبر مع الجهات المعنية بالملف، بدءاً من وزارة الصناعة ووزارة الاقتصاد إلى التجارة الداخلية وصولاً إلى الجمارك، ومن ثم الجهة المستوردة، وبدا الأمر وكأنه “تقاذف للمسؤولية”
وأعرب مدير وأحد أصحاب شركة “جود” فاروق جود في تصريح لتلفزيون الخبر، عن استيائه مما وصفه “بالطريقة الغوغائية التي تم تداول البرقية فيها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وتابع “جود” بالقول إنه: “كان يتمنى أن يتواصل اتحاد غرف الصناعة مع الشركة للتحقق من محتوى البرقية، قبل أن يعمم على غرف الصناعة، ووصلتنا معلومات أن هناك من سرّب البرقية من غرفة صناعة حمص ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وقال “جود” إنه “من المفترض أن تُمنع الشحنة من دخول قبرص لو كانت مخالفة للمواصفات، إلا أنها دخلت وتُباع هناك بشكل طبيعي”.
ورجّح “جود” أن يكون سبب وصول البرقية لوزارة الخارجية ومن ثم الاقتصاد، هو “قيام أحد منافسي الشركة في قبرص بالترويج لهذه الشائعة، كون السوق القبرصي صغير ولا يحتمل دخول منتجات إضافية منافسة هناك”.
بدوره، نفى مدير غرفة صناعة وتجارة اللاذقية سامي صوفي لتلفزيون الخبر تلقّي أي برقية حول هذا الموضوع أو حتى الاطلاع عليه، وأشار إلى أن “مهمة الإشراف على مطابقة المنتج للمواصفات القياسية تعود للجمارك”.
وأكدت وزارة التجارة الخارجية والاقتصاد لتلفزيون الخبر، عبر مكتبها الصحفي، أن “البرقية التي انتشرت على مواقع التواصل لم تكن موجهة للإعلام، وإنما تسرّبت بطريقة ما وتم تداولها”، وكذلك تنصّلت الوزارة من المسؤولية وطلبت التواصل مع جهات أخرى للحصول على توضيح.
من جانبه، بيّن مصدر في وزارة التجارة الداخلية لتلفزيون الخبر أن “الشركة المستوردة هي التي تحلل العينات وتحدد مواصفاتها وتوقع عقد مع الشركة المصدّرة، لأن المواصفات تختلف أحياناً بين بلد وآخر، ونحن عادةً نسحب عينات من المواد التي تطرح في السوق المحلية للتأكد من مطابقتها للمواصفات”.
وأكد المصدر أنه “على أثر هذا الموضوع ستقوم الجهات المعنية بالتحليل في الوزارة بسحب عينات من شركة سلس، لتحليلها، وستصدر نتائجها في القريب العاجل”.
وأفاد مدير شركة “جود” فاروق جود خلال حديثه لتلفزيون الخبر، أن “الشركة تقوم بإجراء اختبارات في مختبرها وتلتزم بالمعايير العالمية، ولم تواجهها مشكلة مشابهة خلال عملها منذ عشرات السنوات”.
وبيّن أن “الشركة كانت تنتظر تسلّم شهادة مواصفات من الجانب القبرصي لإجراء مقارنة، وإن وقع خطأ فهو ليس كارثي، فهي مواد حافظة وليست مواد مضرّة بالصحة، وجل من لا يخطئ”.
وأضاف “جود” أنه “تم إرسال عينات لمختبرات الجمارك والجهات المختصة لتجري اختباراتها، كطرف حكومي محايد للتحقق من الموضوع، وننتظر النتائج خلال الأيام القادمة”.
ولم ينفِ “جود” إمكانية وجود مواد حافظة غير مذكورة بمكونات العصير، مرجعاً ذلك إلى أن الشركة تعصر البرتقال والجزر في مواسمها، وتضيف لها مواد حافظة وتجري عليها عملية البسترة، وقد تختفي بعض المواد الحافظة بتأثير الحرارة عندما يتم إنتاج العبوات النهائية”.
وتعتبر المواد الحافظة الصناعية مواد كيميائية تستخدم للحفاظ على المواد الغذائية طازجة لفترة أطول، حيث تحتوي على مضادات الميكروبات والأكسدة، بالإضافة إلى مواد أخرى تبطئ عملية النضوج الطبيعية.
وتتعامل الصناعات الغذائية مع المواد الكيميائية التي قد تحمل أضراراً عديدة، وارتبط الحديث عنها بالعديد من الأمراض والتأثيرات الصحية السلبية، على الرغم من وجود المواد الحافظة الطبيعيّة كالملح، والكحول، والخل، والسكر.
وهاج عزام – تلفزيون الخبر