“وادي المسك والزمن الجميل”.. في ذكرى رحيل السوري الجميل خلدون المالح
يصادف يوم الاثنين 25 نيسان ذكرى رحيل المخرج السوري الكبير خلدون المالح، وهو من أوائل المخرجين المسرحيين والتلفزيونيين الذي وضعوا بصمة خاصة مسجّلة باسم الفن السوري واستطاعوا نقل الفن التمثيلي السوري ليتبوَأ مكانة مرموقة على جميع المستويات.
ولد الراحل خلدون المالح في دمشق عام 1938، وترعرع على شغفه بالفن من بوابة الإخراج، فحاز على دبلوم في الإخراج التلفزيوني من مؤسسة التلفزيون الإيطالي 1959، بالإضافة لدبلوم في إخراج المنوعات من التلفزيون التشيكوسلوفاكي 1968.
يُعرف الراحل المالح بتنقّله ضمن مختلف الاختصاصات في التلفزيون السوري منذ نشأته، فعمل مراسلاً ومذيع أخبار ومعد ومقدّم برامج، هذا غير عمله كمنتج ومخرج، ويعتبر برنامج “على عيني” أشهر برامجه على الفضائية السورية منذ بداياتها.
ويحفل أرشيف التلفزيون السوري بلقاءات الراحل خلدون المالح كإعلامي مع عمالقة الفن العربي مثل “عبد الحليم حافظ” و”محمد عبد الوهاب” و”بليغ حمدي”.
ارتبط إسم الراحل المالح بالأعمال الكوميدية التي قدمها نهاد قلعي ودريد لحّام في أعمال التلفزيون السوري الأولى، وهي “مقالب غوار”، و”حمام الهنا”، و”صح النوم”، بالإضافة ل “ملح وسكر” و”وادي المسك”.
أمّا في المسرح، فتشكّل ما يمكن تسميته بالمربّع المسرحي السوري الذي انتقل بالخشبة المسرحية السورية إلى مصاف الفن الملتزم الذي يحاكي أحاسيس الشارع ونبضه، وقوام المربّع كان الراحل المالح كمخرج، والراحل محمد الماغوط كاتب هذه الأعمال، والراحل نهاد قلعي بالإضافة لدريد لحّام.
والمسرحيات الشهيرة التي عمل عليها هذا المربّع الفنّي هي “ضيعة تشرين، غربة، كاسك يا وطن”، لتغدو هذه المسرحيات كالنقش على حجر الفن السوري الصميم.
آخر الأعمال التي أنتجها وأخرجها الراحل المالح كان مسلسل “الجمل” عام 1999 من تأليف أحمد حامد، ونال جوائز عديدة، منها جائزة الدراما في مهرجان القاهرة في ذلك العام.
رحل المخرج والإعلامي خلدون المالح عام 2016 في أحد مشافي لوس أنجلوس الأمريكية إثر مرض عضال ألمَّ به عن عمر يناهز 77 سنة، موصياً أن يُدفن في مسقط رأسه، في دمشق.
تميّز اسم خلدون المالح بارتباطه بالحنين لما يمكن تسميته بالزمن الجميل في المسرح والسينما والمسلسلات السورية التي كرّست بصمة سورية مشهودة وحافلة في عالم الفن العربي.
تلفزيون الخبر